الإجابة عن أسئلة أعضاء المنتدى في علم الحديث


شبكة الدفاع عن السنة (http://www.d-sunnah.net/forum/index.php)
-   أرشيف المواضيع المميزة والوثـــائق (http://www.d-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=12)
-   -   الإجابة عن أسئلة أعضاء المنتدى في علم الحديث (http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=17142)

محمّد 07-17-03 01:50 AM

الإجابة عن أسئلة أعضاء المنتدى في علم الحديث
 
بسم الله الرحمان الرحيم

أود بالبداية أن أشكر جميع الإخوة الأفاضل الذين رحبوا بقدومي للمنتدى وبخاصة المشرفين حفظهم الله.

وسأبدأ بعون الله بسرد الأسئلة والأجوبة التي وصلتني بالتدريج.

1- بخصوص مثلا أبان بن تغلب، توجد روايات في الصحاح أو السنن يكون هو في سندها. فهل يقال مثلا أخرج له مسلم 3 أحاديث وأخرج له النسائي حديث واحد. هل هذا التعبير صحيح في ذاته؟ وهل التخريج مقتصر على الراوي في صدر الإسناد أو عجزه؟

الجواب:

أخي الفاضل، أبان بن تغلب ثقة شيعي. والمقصود بأنه شيعي أنه يرى تفضيل علي على عثمان، لا أنه من الرافضة الإثني عشرية، فهؤلاء كفار لا تجوز الرواية عنهم إلا على سبيل التعجب والإنكار. وأبان هذا وصف بالغلو في التشيع، أي أنه -في عرف المتقدمين- يفضل علياً على سائر الصحابة. ولم يصفه أحد بالرفض أي انتقاص الشيخين. وكما ترى فإن هذه البدعة لا تستدعي أن يكون كذاباً، فلا نتوقف عن الرواية له طالما أنه لم يثبت أنه سب كبار الصحابة. إلا أننا لا نقبل حديثه الذي ينصر فيه بدعته في التشيع.

لقد قال عنه الحافظ الجوزجاني: <<زائغ ، مذموم المذهب ، مجاهر>>. لكنه يقصد مذهبه الضال، ولا يقصد تكذيبه.

و قال أبو أحمد بن عدي : <<له أحاديث و نسخ ، و عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة ،
و هو من أهل الصدق فى الروايات ، و إن كان مذهبه مذهب الشيعة ، و هو معروف في
الكوفيين ، و قد روى نحوا من مئة حديث ، و هو في الرواية صالح لا بأس به>>.

فقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" عن قول ابن عدي السابق: <<هذا قولٌ منصف، و أما الجوزجانى فلا عبرة بحطه على الكوفيين ، فالتشيع فى عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل على على عثمان و أن عليا كان مصيبا فى حروبه و أن مخالفه مخطىء مع تقديم الشيخين و تفضيلهما و ربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته بهذا لاسيما إن كان غير داعية (أقول: وأبان ما كان داعية). و أما التشيع فى عرف المتأخرين فهو الرفض المحض فلا تقبل رواية الرافضى الغالي و لا كرامة >>.

وقال الذهبي في "ميزان الإعتدال" (1\118): <<ابان بن تغلب الكوفي: شيعي جلد لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته. وقد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وابو حاتم واورده ابن عدي وقال كان غاليا في التشيع. وقال السعدي زائغ مجاهر.
فلقائل ان يقول كيف ساغ توثيق مبتدع، وحد الثقة العدالة والاتقان؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟
وجوابه أن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع او كالتشيع بلا غلو ولا تحرف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق. فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الاثار النبوية وهذه مفسدة بينة. ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والدعاء الى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة. وايضا فما استحضر الان في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مامونا بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم. فكيف يقبل نقل من هذا حاله؟ حاشا وكلا. فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا رضي الله عنه وتعرض لسبهم. والغالي في بكذا وعرفنا هو الذى يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين ايضا، فهذا ضال معثر. ولم يكن ابان بن تغلب يعرض للشيخين اصلا بل قد يعتقد عليا افضل منهما>>.

أما عن إخراج مسلم له فنقول: ما هي الأحاديث التي أخرجها مسلم له؟

فحتى نحصل على نتيجة علينا أن نبحث إن أخرج له مسلم في الأصول أم في الشواهد والمتابعات. أي بمعنى آخر: هل احتج به مسلم أم روى له متابعة فحسب؟

قال مسلم:
باب تحريم الكبر وبيانه
91 وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار وإبراهيم بن دينار جميعا عن يحيى بن حماد قال بن المثنى حدثني يحيى بن حماد أخبرنا شعبة عن أبان بن تغلب عن فضيل الفقيمي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس
91 حدثنا منجاب بن الحارث التميمي وسويد بن سعيد كلاهما عن علي بن مسهر قال منجاب أخبرنا بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء
91 وحدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبان بن تغلب عن فضيل عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر

لاحظ الإسناد الثاني ليس فيه أبان، إذاً فقد أخرج له مسلم متابعة فحسب.

قال مسلم:
باب صدق الإيمان وإخلاصه
124 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال ثم لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لا يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم
124 حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا عيسى وهو بن يونس ح وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي أخبرنا بن مسهر ح وحدثنا أبو كريب أخبرنا بن إدريس كلهم عن الأعمش ثم بهذا الإسناد قال أبو كريب قال بن إدريس حدثنيه أولا أبي عن أبان بن تغلب عن الأعمش ثم سمعته منه

أيضاً أبان ليس في الإسناد الأول.

إذاً:

1- أبان بن تغلب شيعي بعرف السلف لكنه لم يكن رافضيا
2- لم يحتج به مسلم بل أخرج له متابعة لغيره
3- لم يرو له مسلم فيما ينصر بدعته شيئا

أما إخراج النسائي له فلم أبحث عنه أصلاً لأن النسائي لم يشترط الصحة في سننه. بل يخرج الحديث الضعيف وأحيانا يشير بنفسه إلى علته وإلى ضعفه.

محمّد 07-17-03 01:55 AM

2- إذا أطلق مصطلح "في السنن الأربعة" ما هي أو أخرج له الستة من هم؟ الرجاء إدراج مثل هذه الاصطلاحات.

الجواب:

"السنن الأربعة" يعني عند أكثر العلماء: سنن النسائي (المجتبى وليس كتاب السنن الكبرى) وأبي داود والترمذي وابن ماجة.

"أخرج له الستة" يعني عند أكثر العلماء: البخاري ومسلم في صحيحيهما والسنن الأربعة

والحديث الذي لا تجده في الصحيحين ضع تحته خط، إذ يحتاج للتحقيق في سنده.

فإن لم تجده في سنن النسائي أو أبي داود أو الترمذي، كان ذاك في الغالب دلالة على ضعف فيه.

فإن لم تجده في سنن أحمد فنادراً ما يكون صحيحاً.

أما إذا لم تجده إلا في كتب مثل العلل المتناهية وكتاب الضعفاء وكتاب كنز العمال وأمثال ذلك فاعلم أنه موضوع.

محمّد 07-17-03 02:27 AM

سؤال الأخ الفاضل خالد القسري وفقه الله

3- يسأل عن حديث رواه أحمد من طريق بُدَيْل عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال: "قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: "وءادم بين الروح والجسد". وهكذا رواه البغوي وابن السكن في الصحابة. قال الحافظ: وهذا سند قوي.

أقول: إسناد الحديث يبدو فعلاً قوي، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الحديث صحيح! حيث أن بديل -وإن كان ثقة- فقد خالف الجمع ممن هم أوثق منه، وقد رووه مرسلاً من حديث عبد الله بن شقيق.

قال الإمام الترمذي في العلل الكبير:

683 حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن مهدي حدثني منصور بن سعد عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كتبت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد
وتابعه إبراهيم بن طهمان عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر
قال أبو عيسى وروى حماد بن زيد ويزيد بن زريع وغير واحد عن بديل بن ميسرة هذا الحديث عن عبد الله بن شقيق قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى كتبت نبيا ولم يذكروا فيه عن ميسرة الفجر
684 حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة قال وآدم بين الروح والجسد
سألت محمدا عن هذا الحديث قال أبو عيسى وهو حديث غريب من حديث الوليد بن مسلم رواه رجل واحد من أصحاب الوليد

إذاً فالحديث جميع طرقه ضعيفة أو مرسلة، فلا يصح.

السعدي 2 07-17-03 04:25 AM

تم تثبيت الموضوع حتى تعم الفائدة في القسم .
 
مرحباً بالأخ الكريم ( محمّد ) بين أخوانه وأحبابه في شبكة الدفاع عن السنة ، وبارك الله في جهوده وجعله مسدد في أقواله وأفعاله آمـــــــــــيــــــــــــن .


أخوك المحب السعدي 2 ...

سني و الحمد لله 07-17-03 10:25 AM

السلام عليكم و رحمة الله

جزاك الله خيرا أخي محمد عما تبذله من جهد


أرجو أخي الكريم أن توضح لي ما هو الحديث الغريب و مدا صحته و الإعتماد عليه من طرف علماء الحديث

الهاوي 07-17-03 12:06 PM

أخي الحبيب

بارك الله فيك و جزاك خيرا

متى يكون الحديث حجة ؟؟؟؟؟

فهل مثلا الحديث الحسن -- حسن غريب او ........الخ يعتبر حجة

ام فقط الصحيح 100%

اعذرني يا اخي على هذه الكلمات فأنا لا اعرف في علم الحديث و مصطلحاته

=====

الحجاج 07-17-03 06:32 PM

Re: الإجابة عن أسئلة أعضاء المنتدى في علم الحديث
 
اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : محمّد


1- بخصوص مثلا أبان بن تغلب، توجد روايات في الصحاح أو السنن يكون هو في سندها. فهل يقال مثلا أخرج له مسلم 3 أحاديث وأخرج له النسائي حديث واحد. هل هذا التعبير صحيح في ذاته؟ وهل التخريج مقتصر على الراوي في صدر الإسناد أو عجزه؟



جزى الله شيخنا محمد على هذه الإيضاحات المفيدة وبارك له في علمه. وبخصوص السؤال أعلاه نرجو توضيح معنى (أخرج له) هل يقال أن صاحب الصحيح أو السنن قد (أخرج) لكل من في سلسلة السند؟ أم أن (الإخراج) يكون لآخر راو للحديث ؟ وجزيتم خيرا.

ابو عبدالرحمن السلفي 07-17-03 07:07 PM

السلام عليكم
شيخنا الفاضل حفظك الله
ماهو المنهج المتبع في تخريج الحديث:

1- المنهج الأول: التوسع في التخريج، وذلك بتخريج الحديث تخريجاً تفصيليًّا، مع إيراد علل الحديث إن وجدت، والحكم عليه من حيث الصحة أوالضعف. ؟


2- المنهج الثاني: التخريج الإجمالي، وذلك ببيان مخرِّج الحديث والإحالة على المصادر الأصلية.؟

مهند الخالدي 07-17-03 09:38 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

نفع الله بعلمك أخي محمد ورفع في الدنيا والآخرة قدرك وزادك من فضله ،،،

سؤال :

نسمع كثيراً استشهاد الأئمة والخطباء والوعاض بما يسمى (( بالأثر )) فما تعريفه ، وهل يحتج به كالأحاديث وله تخريج فشيء صحيح وآخر ضعيف ، وما حكم الاستشهاد به ؟!


الآلوسي 07-18-03 06:50 AM

وفقك الله للدفاع عن دينه والذب عن أوليائه ...

محمّد 07-18-03 09:14 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : سني و الحمد لله
السلام عليكم و رحمة الله

جزاك الله خيرا أخي محمد عما تبذله من جهد


أرجو أخي الكريم أن توضح لي ما هو الحديث الغريب و مدا صحته و الإعتماد عليه من طرف علماء الحديث


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل

الحديث الغريب، هو الحديث الذي يتفرد سلسلة من الرواة بروايته. وغالب الأحاديث الغريبة ضعيفة، لكن قد يكون منها شيء صحيح، مثل حديث: إنما الأعمال بالنيات. فهذا حديث صحيح غريب، لكن غالباً الحديث الغريب يكون غير صحيحاً. حيث أن تفرد الرواة يدل عادة على خطأ حدث من واحد منهم.

والترمذي لا يطلق لفظ غريب أو حسن غريب إلا على الحديث الضعيف. وقد قال في تعريف الحديث الغريب:

وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعانٍ. رُبَّ حديثٍ يكون غريباً لا يُروى إلا من وجهٍ واحد.
مِثلَ ما حَدَّثَ حَمَّادُ بن سَلَمة عن أبي العشراء عن أبيه قال قلت: يا رسول الله، أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة؟ فقال: لو طعنت في فخذها أجزأ عنك. فهذا حديثٌ تَفَرَّدَ به حماد بن سلمة عن أبي العشراء. ولا يُعرفُ لأبي العشراء عن أبيه إلا هذا الحديث، وإن كان هذا الحديثَ مشهوراً عند أهل العلم. وإنما اشتُهِرَ من حديثِ حماد بن سلمة، لا يُعرف إلا من حديثه، فيشتهر الحديثٌ لِكِثرةِ من روى عنه. اهـ.

محمّد 07-18-03 09:22 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : الهاوي
أخي الحبيب

بارك الله فيك و جزاك خيرا

متى يكون الحديث حجة ؟؟؟؟؟

فهل مثلا الحديث الحسن -- حسن غريب او ........الخ يعتبر حجة

ام فقط الصحيح 100%

اعذرني يا اخي على هذه الكلمات فأنا لا اعرف في علم الحديث و مصطلحاته

=====


أخي الحبيب

عندما يقول الترمذي عن حديث بأنه حديث حسن غريب، فهو حديث قد أتى من غير وجه لكنه ضعيف.

قال د. المليباري عن مصطلح الترمذي "حسن غريب": «إني أرى –في ضوء تتبعي وحدود فهمي– أن الإمام الترمذي يقصد بهذا المصطلح أن متن الحديث سليم من الشذوذ والغرابة، لكن السند فيه غرابة وإشكال. ومما يزول به شذوذ المتن أن يكون قد عمل به بعض الصحابة مثلاً. وربما تضر غرابة السند بصحة الرواية وثبوته عن النبي (صلى الله عليه وسلم). لذا لا يلزم من تحسين الترمذي لحديث ما أن يكون صالحاً للاحتجاج به، كما بين ذلك الحافظ ابن حجر في كتابه "النكت"».

أما قوله عن حديث بأنه حديث "حسن" دون أن يذكر كلمة غريب أو صحيح، فغالباً يكون هذا ضعيفاً، وأحيانا قليلة يكون صحيحاً.

قال الذهبي ميزان الاعتدال (7\231): «فلا يُغتَرّ بتحسين الترمذي. فعند المحاقَقَةِ غالبُها ضعاف». وفي نصب الراية (2\217): قال ابنُ دِحْيَة في "العَلَم المشهور": «وكم حَسّن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة وأسانيد واهية!».

أقول: الحديث الحسن ما قال أحدٌ من المتقدمين أنه حجة. وإنما قصدوا فيه إزالة النكارة عن المتن فحسب. فلا تنافي بين كون الحديث صحيحاً أو ضعيفاً، وبين كونه حسناً. وقد طعن الكثير من المتأخرين بالإمام الترمذي، لأنهم لم يفهموا مصطلحه. وصاروا يستنكرون عليه أن يقول عن الحديث "حسن صحيح" و "حسن غريب".

وسبب استنكارهم هو تأثرهم بالتقسيم الثلاثي للحديث الذي اخترعه الخطابي المتأخر. والصواب أن السلف -رحمهم الله- ما عرفوا هذا التقسيم أصلاً. وإنما كان عندهم الحديث إما صحيحٌ أو ضعيف، كما أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية.

وهناك فرق كبير بين الاحتجاج بالحديث الحسن لذاته والاحتجاج بالحديث الحسن لغيره. فأكثر المتأخرين يحتجون بالحديث الحسن لذاته. وأما الحسن لغيره فقد اختلفوا بشأنه ولم يتفقوا. بل قال ابن حجر في "النكت" (1\401): «لم أر من تعرّض لتحرير هذا».

قال الحافظ الذهبي في "الموقظة" (28): «ثم لا تَطمَعْ بأنَّ للحسَنَ قاعدةً تندرجُ كلُ الأحاديثِ الحِسانِ فيها، فأَنَا على إِياسٍ من ذلك. فكم من حديثٍ تردَّدَ فيه الحُفَّاظُ، هل هو حسَنُ أو ضعيفُ أو صحيح؟ بل الحافظُ الواحدُ يتغيَّرُ اجتهادُه في الحديث الواحد، فيوماً يَصِفُه بالصحة، ويوماً يَصِفُه بالحُسْن، ولربما استَضعَفَه. وهذا حقٌّ، فإنَّ الحديثَ الحَسَنَ يَستضعفه الحافظُ عن أن يُرَقِّيَه إلى مرتبةُ الصحيح، فبهذا الاعتبارِ فيه ضَعْفٌ مَّا، إذْ الحَسَنُ لا ينفك عن ضَعْفٍ مَّا، ولو انفَكَّ عن ذلك لصَحَّ باتفاق».

محمّد 07-18-03 10:27 AM

Re: Re: الإجابة عن أسئلة أعضاء المنتدى في علم الحديث
 
اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : الحجاج
جزى الله شيخنا محمد على هذه الإيضاحات المفيدة وبارك له في علمه. وبخصوص السؤال أعلاه نرجو توضيح معنى (أخرج له) هل يقال أن صاحب الصحيح أو السنن قد (أخرج) لكل من في سلسلة السند؟ أم أن (الإخراج) يكون لآخر راو للحديث ؟ وجزيتم خيرا.


أخي الحبيب الحجاج وفقه الله

إن قلنا أن البخاري مثلا أخرج لعمرو بن زيد مثلا، فهذا يعني أنه أخرج حديثاً وكان عمرو بن زيد في هذا السند، سواء في أوله أم آخره أم في وسطه.

الحجاج 07-18-03 10:31 AM

Re: Re: Re: الإجابة عن أسئلة أعضاء المنتدى في علم الحديث
 
اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : محمّد
أخي الحبيب الحجاج وفقه الله

إن قلنا أن البخاري مثلا أخرج لعمرو بن زيد مثلا، فهذا يعني أنه أخرج حديثاً وكان عمرو بن زيد في هذا السند، سواء في أوله أم آخره أم في وسطه.


شكر الله لكم شيخنا الكريم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

الهاوي 07-18-03 10:39 AM

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا التوضيح

فلقد فهمت بعدم حجية هذه الاحاديث لأن معظمها يكون ضعيف

و لكن لفت نظرى قولك بشأن تقسيم الاحاديث -- اما ضعيف و اما صحيح

و هذا ما أفضله انا شخصيا --- اما صحيح ام ضعيف --لا يوجد بين و بين

و لكن -- اي الصحيح أقوى ؟؟؟؟؟

هل صحيح الترمذي أفضل من صحيح ابن ماجه مثلا او غيره .... و هكذا

ام هو الترتيب -- البخاري -- مسلم ............

و جزاك الله خيرا

====================

سني و الحمد لله 07-18-03 10:50 AM

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل


سؤالي التالي:


ما معنى حديث صحيح على شرط البخاري مثلا ؟

محمّد 07-19-03 04:02 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : بايعها
السلام عليكم
شيخنا الفاضل حفظك الله
ماهو المنهج المتبع في تخريج الحديث:

1- المنهج الأول: التوسع في التخريج، وذلك بتخريج الحديث تخريجاً تفصيليًّا، مع إيراد علل الحديث إن وجدت، والحكم عليه من حيث الصحة أوالضعف. ؟


2- المنهج الثاني: التخريج الإجمالي، وذلك ببيان مخرِّج الحديث والإحالة على المصادر الأصلية.؟


أخي الفاضل وفقه الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

1- المنهج الأول عليك قبل أن تبدأ به هو أن تطبق المنهج الثاني. أي أول ما عليك أن تبحث عن الحديث في كل مصادر الحديث المشهورة (الصحيحين والسنن والمسند). ثم بعد ذلك تبحث عليه في كتاب العلل (مثل علل الدراقطني وعلل ابن أبي حاتم) وفي كتب السؤالات (مثل سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأبيه) وفي كتب التخريج (مثل نصب الراية وتلخيص الحبير والكشاف). وتقريبا لا تجد حديثاً يستشهد به الفقهاء إلا ووجدت تخريجاً لا بأس به عنه، فهذا يفيدك كثيراً.

ثم إنك نادراً ما تجد علة في حديث فقهي لم يذكر أحد علته قبل ذلك. لكن هناك الكثير من أحاديث الرقائق والفضائل والفتن وأشابه ذلك، لم يتكلم عليه العلماء.

ثم عليك بأن تبحث عن الحديث في مصادر الحديث الأخرى لجمع طرقه. وهناك كتب تذكر أحيانا علة الحديث كمسند البزار، وبعضها كمعجم الطبراني الأوسط مخصص لذكر تفرد الراوي، وهذه إشارة على احتمال وجود علة. وهناك كتب الضعفاء مثل ضعفاء العقيلي وميزان الذهبي وكامل ابن عدي، تذكر لك كثيرا من الأحاديث التي انتقدوها على ذلك الراوي، حتى وإن كان ثقة.

وأسرع وسيلة للتخريج هي باستعمال برنامج الألفية، لكن يجب الحذر جدا منه بسبب كثرة الأخطاء الإملائية وكثرة الأخطاء البرمجية كذلك، كأن يكون النص موجوداً ولا يستطيع إيجاده!

لذلك يفضل استعمال فهارس الكتب المطبوعة، وكذلك الكتب المخصصة لتخريج الحديث ككتب الأطراف.

2- الطريقة الثانية: غالبا لا تهتم بكل الكتب وإنما فقط الكتب المشهورة كالصحيحين والسنن. فيكفي في البحث عنها برنامج شركة حرف (صخر سابقا). والله أعلم.

محمّد 07-19-03 07:59 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : مهند الخالدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

نفع الله بعلمك أخي محمد ورفع في الدنيا والآخرة قدرك وزادك من فضله ،،،

سؤال :

نسمع كثيراً استشهاد الأئمة والخطباء والوعاض بما يسمى (( بالأثر )) فما تعريفه ، وهل يحتج به كالأحاديث وله تخريج فشيء صحيح وآخر ضعيف ، وما حكم الاستشهاد به ؟!



كلمة "الأثر" تشمل الحديث وتشمل أقوال السلف كذلك. وبالتالي في كلا الحالتين يمكن معرفة إن كان إسنادها صحيحا أم ضعيفاً. وإذا قيل مثلا أهل الأثر، فالمقصود أهل الحديث. وإذا أطلق هذا اللفظ في مقابل لفظ آخر أي مثلا هذا الأثر يقول كذا وهذا الحديث يقول كذا، فالمقصود هنا قول للسلف لكنه ليس قولاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

محمّد 07-20-03 12:40 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : الهاوي
هل صحيح الترمذي أفضل من صحيح ابن ماجه مثلا او غيره .... و هكذا

ام هو الترتيب -- البخاري -- مسلم ............


أخي الفاضل

لعلك طرحت سؤالا مهماً فعلاً ويجب على الجميع أن يعرفه

أصح الأحاديث على الإطلاق هو ما اتفق البخاري ومسلم على إخراجها

ثم ما أخرجه البخاري (طبعاً في صحيحه وليس في باقي كتبه التي لم يشترط بها الصحة)

ثم ما أخرجه مسلم

وبإمكانك أن تقول أن 99% من هذه الأحاديث أو أكثر صحيحة بالإجماع، والباقي فيه خلاف وأكثر المتأخرين يقولون بصحته

ثم ما أخرجه النسائي في سننه الصغرى (أما في كتابه فضائل علي وفضائل الصحابة ففيها الكثير من الضعيف، وسننه الكبرى فيها ضعيف أكثر من الصغرى)

ثم ما أخرجه أبو داود وسكت عنه ولم يضعفه (وليس كل ما سكت عنه صحيح لكن هذا هو الغالب)

ثم ما أخرجه الترمذي وصححه (أما ما يحسنه فغالبه ضعيف وأما ما يقول فيه حسن غريب أو غريب فهو ضعيف)

أما ما تفرد به ابن ماجة فأكثره ضعيف.

وموطأ مالك كل رجاله ثقات تقريباً إلا أن في موطئه مراسيل

أما الحديث التي لا تجدها إلا في الكتب الغير مخصصة للحديث مثل كتب الأدب والسمر والمعاجم وكتب تراجم الرجال وأشباه ذلك، فهي أحاديث موضوعة.


قال السيوطي في مقدمته للجامع الكبير: «وكل ما كان في:
1-كتاب الضعفاء للعقيلي.
2-الكامل لابن عدي.
3-التاريخ للخطيب.
4-ولابن عساكر.
5-وللحاكم.
6-الحكيم الترمذي في نوادر الاصول.
7-التاريخ لابن النجار.
8- والفردوس للديلمي.
فهو ضعيف». يقصد ما تفردوا به ولم يأت في كتاب غيره.

محمّد 07-20-03 12:57 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : سني و الحمد لله
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل
سؤالي التالي:
ما معنى حديث صحيح على شرط البخاري مثلا ؟


هذا السؤال أجهد أهل الحديث إلى هذا العصر. فمنهج البخاري دقيق للغاية، وللأسف هو لم يكتبه ويوضحه، لكنك تجده في تصرفاته وأقوال مشايخه ومعاصريه والحفاظ الذين جاؤوا بعده.

قال الحافظ أبو بكر الحازمي رحمه الله ما حاصله (كما لخصه ابن حجر) أن شرط الصحيح أن يكون إسناده متصلا وأن يكون راوية مسلما مدلس ولا مختلط متصفا بصفات العدالة ضابطا متحفظا سليم الذهن قليل الوهم سليم الاعتقاد.

قال ومذهب من يخرج الصحيح أن يعتبر حال الراوي العدل في مشايخه العدول فبعضهم حديثه صحيح ثابت وبعضهم حديثه مدخول

قال وهذا باب فيه غموض وطريق إيضاحه معرفة طبقات الرواة عن راوي الأصل ومراتب مداركهم فلنوضح ذلك بمثال:

وهو أن تعلم أن أصحاب الزهري مثلا على خمس طبقات ولكل طبقة منها مزية على التي تليها فمن كان في الطبقة الأولى فهو الغاية في الصحة وهو مقصد البخاري والطبقة الثانية شاركت الأولى في التثبت الا أن الأولى جمعت بين الحفظ والإتقان وبين طول الملازمة للزهري حتى كان فيهم من يزامله في السفر ويلازمه في الحضر والطبقة الثانية لم تلازم الزهري الا مدة يسيرة فلم تمارس حديثه فكانوا في الإتقان دون الأولى وهم شرط مسلم.

ثم مثّل الطبقة الأولى بيونس بن يزيد وعقيل بن خالد الايليين ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وشعيب بن أبي حمزة والثانية بالأوزاعي والليث بن سعد وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر وابن أبي ذئب

قال والطبقة الثالثة نحو جعفر بن برقان وسفيان بن حسين وإسحاق والرابعة نحو زمعة بن صالح ومعاوية بن يحيى الصدفي والمثنى والخامسة نحو عبد القدوس بن حبيب والحكم بن عبد الله الأيلي ومحمد بن سعيد المصلوب

فأما الطبقة الأولى فهم شرط البخاري وقد يخرج من حديث أهل الطبقة الثانية ما يعتمده استيعاب وأما مسلم فيخرج أحاديث الطبقتين على سبيل الاستيعاب ويخرج أحاديث أهل الطبقة الثالثة على النحو الذي يصنعه البخاري في الثانية وأما الرابعة والخامسة فلا يعرجان عليهما قلت وأكثر ما يخرج البخاري حديث الطبقة الثانية تعليقا وربما أخرج اليسير من حديث الطبقة الثالثة تعليقا أيضا


إذا نصل إلى نتيجة مهمة جداً وهي: حتى لو وجدت سنداً قد احتج بمثله البخاري فلا يعني هذا أن الحديث على شرطه لاحتمال وجود علة في الحديث.

وحتى لو وجدت راوياً احتج به البخاري فلا يعني هذا أنه ثقة في كل شيء. فقد يكون حافظاً عن شيوخ معينين ولا يكون حافظا عن باقي المشايخ.

فمثلاً حماد بن سلمة فيه بعض اللين، لكن احتج به مسلم عن ثابت البناني لأن ثابت كان زوج أمه فحفظ حماد حديثه وأتقنه، حتى صار أثبت الناس في ثابت. وهذا علم دقيق جداً كما ترى. فكل راوية له شيوخ هو أحفظ لحديثهم من باقي الشيوخ لأنه لازمهم أكثر واعتنى بحديثهم أكثر.

والرافضة لحمقهم يأتوننا براو ويقولون كيف أخرج له البخاري مثلا وقد قيل أن فيه ضعفا؟ والجواب أنه قد قيل أن فيه ضعف عن شيخ معين، بينما البخاري يروي له حديثه عن الشيوخ الذين حفظ حديثهم.

قال ابن القيم في زاد المعاد (1\364): «وعلّله ابن القطان بمطر الوراق، وقال: كان يشبهه في سوء الحفظ محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى وعيب على مسلم إخراج حديثه. انتهى كلامه. ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه، لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه. كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه. فغلط في هذا المقام من استدرك عليه إخراج جميع حديث الثقة، ومن ضَعَّفَ جميع حديث سيىء الحفظ. فالأُولى طريقة الحاكم وأمثاله. والثانية طريقة أبي محمد بن حزم وأشكاله. وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن. والله المستعان».

ونقل الترمذي في العلل الكبير (2/978 حمزة ديب، ص 394 السامرائي) عن شيخه البخاري قوله: «وكل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه، لا أروي عنه ولا أكتب حديثه».

خالد القسري 07-20-03 08:18 AM

بارك الله فيك أخي محمد وجزاك الله خيرا

الهاوي 07-20-03 08:34 PM

يا اخي جزاك الله خيرا

يا اخي الفاضل -- دائما اسمع كلام عن المدلس


فلقد كلمني احد الاشخاص و قال لي اتعرف بأن ابي هريرة رض كان يدلس

فقلت له الرجاء لا تفتح معي هذا الموضوع -- لأنني لست من اهل الاختصاص

في علم الحديث -- فلا احب ان اخوض في شيء اجهله

و لكن أيضا رأيت بأن بعض أسانيد الاحاديث -- يقول بها البعض بأن رجل من الرواة كلن يدلس او مدلس

و لا اعرف لماذا -- احساس شخصي -- بأن المدلس هو كذاب

هل هذا صحيح تعريف المدلس -- ام هناك تعريف آخر؟؟؟؟؟

و هل اذا وجد مدلس في الحديث -- يعتبر هذا الحديث صحيحا او .............الخ

و يقول البعض كان يدلس في آخر ايامه !!!!!!!!!!

لقد أثقلنا عليك يا اخي

و لكن العشم كبير فيك :)


=======

محمّد 07-20-03 11:50 PM

أخي الفاضل

جزاك الله خيراً على طرح هذا السؤال المهم، فإن الرافضة يتخذون التدليس مطعناً على الراوي ويستنكرون على أهل السنة قولهم: "ثقة مدلِّس" لأنهم لا يفهمون ما هو التدليس.

التدليس في اللغة: كِتْمان عَيبِ السّلعةِ عن المشتري. وأصل التدليس مشتق من "الدَّلَس"، وهو الظلمة أو اختلاط الظلام.

التدليس في الاصطلاح: إخفاءُ عيبٍ في الإسناد، وتحسينٌ لظاهره.

وهناك أقسام كثيرة للتدليس أهمها:

1- الإرسال الخفي: وهو أن يروي الراوي عن شيخ أدركه لكنه لم يسمع منه. والعيب فيه أنك تظن الراوي عندما يروي عن شيخ معاصر له أنه قد سمع هذا الحديث منه، لكنه في الحقيقة لم يسمع منه، وإنما سمع عن رجل سمع منه. وقد كثر هذا النوع عند كبار التابعين.

ومثاله: حديث الحسن البصري عن ابن عباس. فإنه قد أدرك ابن عباس، لكن الحسن كان في المدينة لما كان ابن عباس والياً لعلي على البصرة. فلما عاد الحسن إلى البصرة، كان ابن عباس قد غادرها. ثم تجد الحسن البصري يقول: قال ابن عباس كذا وكذا. فمن لم يعرف هذه الحادثة، ظن أن الحسن البصري قد التقى ابن عباس وسمع منه. بينما في الحقيقة أن الحسن البصري قد سمع أحاديث ابن عباس ممن كان في البصرة من التابعين.

ومن كان يفعل ذلك من التابعين، فعلينا أن ننظر عمن شيوخه الذين يروي عنهم. فمن ثبت له منه السماع، كان ذلك دليلاً على أنه قد سمع باقي حديثه.

2- تدليس الإسناد: وهو أن يَروي الراوي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يَذكُرَ أنه سمعه منه.

ومعنى هذا أن يروي الراوي عن شيخٍ قد سَمعَ منه بعضَ الأحاديث، لكن هذا الحديث الذي دلّسه لم يسمعه منه، وإنما سمعه من شيخ آخر عنه. فيُسقِطُ ذلك الشيخَ، ويرويه عنه بلفظٍ محتملٍ للسماع ومحتمل لغير السماع، مثل "قال" و "عن" لِيُهِمَ غيره أنه سمعه منه. لكنه لا يصرح بأنه سمع منه هذا الحديث، أي لا يقول "سمعت" أو "حدثني" حتى لا يصير كذاباً بذلك.

مثاله ما أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص130) بسنده إلى علي بن خَشْرَم قال: قال لنا ابن عُيَيْنة: "عن الزهري...". فقيل له: سمِعتَه من الزهري؟ فقال: لا، ولا ممّن سمعه من الزهري. حدثني عبد الرزاق عن مَعْمُر عن الزُّهري...

ففي هذا المثال أسقط سفيان بنُ عيينة اثنين بينه وبين الزهري. ومعلومٌ بأن ابن عيينة قد سمع بعض الأحاديث من الزهري. فعندما يروي عن الزهري ويكون بينهما واسطة، فلا يبيّنها، يصير ذلك تدليساً.

والفرق بين تدليس الإسناد والإرسال الخفي أنه في الإرسال الخفي لا يكون الراوي قد سمع من شيخه شيئاً، فإن الحسن البصري لم يلتق بابن عباس أبداً. أما في تدليس الإسناد يكون الراوي قد سمع بعض الاحاديث من الشيخ.

وهذا التدليس هو أشكل أنواع التدليس. وقد اختلف العلماء في طريقة التعامل معه.

المذهب الأول: مذهب من لا يقبل رواية المدلس مطلقاً سواء عنعن أو صرح بالتحديث. وقد تبنى هذا بهز بن أسد وغيره.

المذهب الثاني: مذهب من يقبل ما صرح فيه المدلس بالتحديث ويرد ما عنعن فيه (أي ما لم يصرح فيه بالسماع) حتى يثبت التصريح أو ما يقويه. وهذا حكاه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن جمهور المحدثين. ويُستثنى من هذا ما كان قليل التدليس جداً، وهم الطبقة الثانية من المدلسين على تقسيم ابن حجر.

المذهب الثالث: مذهب من يقبل روايات المدلّسين مطلقاً. وهو قولٌ شاذٌّ مثل القول الأول. وقد تبناه بعض المعاصرين مثل الشيخ ناصر الفهد.

3- تدليس التسوية: هو رواية الراوي عن شيخه، ثم إسقاط راوٍ ضعيفٍ بين ثقتين، لَقِيَ أحدُهما الآخَرَ. وصورة ذلك أن يروي الراوي حديثاً عن شيخٍ ثقة، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر. فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول، فيُسقط الضعيفَ الذي في السند، ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظٍ محتمل، فيُسَوِّي بذلك الإسنادَ كلَّه ثقات.

ومثاله أن الوليد بن مسلم كان يسمع حديثه شيخه الإمام الأوزاعي عن رجل ضعيف عن يحيى بن أبي كثير (وهو ثقة) فيحذف من الإسناد الرجل الضعيف، فيصير الإسناد عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير.

وهذا شر أنواع التدليس، لأنك لا تقبل حديثاً فيه مدلّسٌ من هذا النوع حتى يكون الإسناد كله صيغة السماع والتحديث، حتى تضمن عدم حصول التدليس. ولحسن الحظ فإن من يفعله قليل.

والثقات الذين ثبت عنهم التسوية:
1- الوليد بن مسلم
2- بقية بن الوليد
3- أصحاب بقية بن الوليد (وكان بعضهم ضعيفاً يقلب العنعنة إلى تحديث، وهو أمر لا يجوز)
4- صفوان بن صالح

4- تدليس الشيوخ: هو أن يروي الراوي عن شيخ حديثاً سمعه منه، فيُسمّي شيخه بغير إسمه المشهور كي لا يُعرَف.

وهذا التدليس ليس فيه إسقاط أحد من السند، لكنه يجعل معرفة هذا الشيخ صعبة.

===============

وكما ترى أخي الفاضل، فإن التدليس مذموم، لكنه ليس جرحاً إلا إن تعمد الراوي إسقاط الضعيف فقط من الإسناد. وهذا يكون عملاً محرّماً لا يجوز، لكنه لا يجرح عدالة الراوي. وأما إن كان الراوي لا يدلّس إلا عن ثقات، أي كما كان يفعل ابن عيينة، فلا يضر هذا في قبول حديثه.

والرافضة يقولون بأن صغار الصحابة مدلسين لأنهم يروون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث لم يسمعوها منه، وإنما سمعوها من كبار الصحابة. لكن الصحيح أن هذا ليس تدليساً لأن جميع الصحابة عدول بالإجماع. والتدليس هو إخفاءُ عيبٍ في الإسناد. وهنا لا عيب في الإسناد أبداً، فسقطت دعوى الرافضة أخزاهم الله.

سني و الحمد لله 07-21-03 10:21 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : محمّد




وموطأ مالك كل رجاله ثقات تقريباً إلا أن في موطئه مراسيل




أخي الكريم بارك الله فيك

لم أفهم مصطلح مراسيل في موطأ مالك

محمّد 07-21-03 06:41 PM

المراسيل جمع "مُرْسَل"

والحديث المرسَل هو الذي فيه انقطاع في سنده. وعند المتأخرين المرسل هو فقط ما تم حذف الصحابي من إسناده، أي أن يكون مثلاً مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسعيد بن المسيب تابعي، فهناك انقطاع في الإسناد.

الدوسري السلفي 07-21-03 07:22 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ محمد
جزاك الله كل خير
يا أخي عندي سؤال لو سمحت ,,
ما معنى ( صححه الأباني - أو غيره من أهل العلم - ) ؟
كيف يكون صححه أو ضعفه وقد كان هناك من أئمة الحديث من حكم على الحديث بغير ما حكم عليه الأباني رحمه الله - أو غيره من أهل العلم -
مثال :
إذا أنصرفت من صلاة المغرب فقل قبل تكلم أحد اللهم أجرني من النار سبع مرات فإذا مت من ليلتك كتب لك جوار منها ......... أخرجه أبو داود وأبن حبان وصححه .
هذا الحديث صححه أبن حبان رحمه الله لكن الأباني رحمه الله ضعفه .
لماذا ضعفه ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمّد 07-21-03 10:24 PM

من الطبيعي أن يختلف العلماء حول تصحيح بعض الأحاديث

وهناك عدة مناهج مستخدمة، افضلها بلا ريب هو منهج السلف المتقدمين أي الذين توفوا قبل عام 300 هـ تقريباً. وهذا يشمل أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن معين وابن المديني وغيرهم.

وابن حبان جاء بعدهم وله منهج متساهل في التوثيق أخذه من شيخه ابن خزيمة وأخذه عنه الحاكم في مستدركه.

وهذا الحديث علامات الوضع عليه واضحة. ولك أن تتأمل ما جاء في آخره:

قال فلما قبض الله رسوله أتيت أبا بكر بالكتاب ففضه فقرأه وأمر لي بعطاء أتيت به عمر فقرأه وأمر لي وختم عليه ثم أتيت به عثمان ففعل مثل ذلك قال مسلم بن الحارث توفى الحارث بن مسلم في خلافة عثمان وترك الكتاب عندنا فلم يزل عندنا حتى كتب عمر بن عبد العزيز إلى الوالي ببلدنا يأمره بإشخاصي إليه والكتاب فقدمت عليه ففضه وأمر لي وختم عليه ... إلخ

وهذا افتراء واضح، فليس هناك أحاديث نبوية سرية. ولا يحتاج أحد لادعاء ذلك إلا إذا كان كذابا يروج لحديث موضوع يستغرب الناس تفرده به.

وهذا الحديث يرويه مسلم بن الحارث عن أبيه، لكنه شخصية مجهولة لا يعرفها أحد. قال الدراقطني: مجهول لا يروى عن أبيه غيره .

قال ابن حجر: و لم أجد فى " التابعين " توثيقا إلا ما اقتضاه صنيع ابن حبان حيث أخرج الحديث فى " صحيحه " . و قد جزم الدارقطنى بأنه مجهول . و الحديث الذى رواه أصله تفرد به ، ما رأيته إلا من روايته ، و تصحيح مثل هذا فى غاية البعد ، لكن ابن حبان على عادته فى توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما ينكر . اهـ .

المرسال 07-22-03 01:53 AM

حياك الله شيخنا محمد ونفعنا الله بعلمك

وجعل ما تكتبه في ميزان حسناتك

واكثر الله من امثالك

سني و الحمد لله 07-22-03 09:15 AM

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي محمد

سؤالي التالي يتعلق حول علم الجرح و التعديل :
1- ما هي أصناف الرجال الرواة
2- ما هي المقاييس التي يعرف بها الرجال , مثلا كيف يعرف الصدوق من الكذوب

المثنى88 07-23-03 02:57 AM

بارك الله في علمك يا شيخ محمد ووالله لقد أحببناك فيه
لدي سؤالين لو سمحت :

1- إذا قيل هذا الحديث منكر ... ما وزنه في المصطلح ؟
وهل يختلف المنكر كاختلاف الصحيح والضعيف والحسن ؟
وهل هناك فرق بين منكر المتن ومنكر السند ؟

2- سمعت في أحد دروس العلامة أبي إسحاق الحويني حفظه الله أنه قال : إذا تفرد ابن سعد بالحكم على راوٍ فإنه لايعتد به ..‍‍ "

السؤال : نريد مثل هذه التنبيهات المهمة بقدر الإستطاعة حول أصحاب التراجم أو أصحاب السنن والمسانيد وغيرها ..

وجزاكم الله خير

المثنى88 07-23-03 05:11 AM

وهناك سؤال ثالث وأخير عن العنعنة وغيرها ..

مالفرق بين قوله ((عن )) فلان
وحدثنا فلان
وأنا فلان
ونا فلان
ومثل هذه الألفاظ وماذا تعني ..؟

ذو البجادين 07-23-03 03:58 PM

شيخنا محمد جزاك الله خيرا.......
ما هو الرد على من يرد حديث الآحاد ويستدل بأن حديث الآحاد مظنة عدم الثبوت ويستدل أيضا بأن عائشة رضي الله عنهاردت حديث عمر في تعذيب الميت ببكاء اهله عليه وكذلك ردت حديث المرأة االتي عذبت الهرة بقولها أن المؤمن أكرم عند الله من أن يعذبه بهرة؟؟؟؟

محمّد 07-25-03 03:57 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : سني و الحمد لله
السلام عليكم

بارك الله فيك أخي محمد

سؤالي التالي يتعلق حول علم الجرح و التعديل :
1- ما هي أصناف الرجال الرواة
2- ما هي المقاييس التي يعرف بها الرجال , مثلا كيف يعرف الصدوق من الكذوب


أخي الفاضل

سؤالك إجابته طويلة للغاية. وأحيلك على كتاب سهل إسمه "تيسير مصطلح الحديث" لمحمود الطحان، وهو -رغم بعض الملاحظات عليه- سهل جداً للمبتدئين.

بشكل عام الحجة هو من مرتبة: "ثقة ثقة" أو "ثقة ثبت" أو "ثقة"

أما ما دون ذلك من أمثال "صدوق" (ما عدا عند ابن حجر في التقريب) أو "لا بأس به" (ما عدا عن ابن معين) أو "صالح" أو "مقبول" فهذا لا يُحتج به إذا تفرد. ولكن يُعتبر بحديثه.

أيضاً كلمة "مدلس" ليست جرحاً كما سبق بيانه.

أما كيف يعرف الصدوق من الكذوب فعند المتقدمين كانت لهم طرق كثيرة، فمنها أن يسألوا عليه جيرانه ومعارفه وينظروا إلى أدق تفاصيل حياته. ومنها أن يسألوه عن الحديث مرات كثيرة في سنين متباعدة، فإن تغيرت سياقته قليلاً عرفوا أنه ضعيف. ومنها سبر حديثه ومقارنته مع أحاديث الثقات.

أما نحن فلا بد أن نعتمد على أقوالهم ومعارفهم. ويمكننا أحياناً سبر حديث من ليس له إلا بضعة أحاديث ضمن شروط صعبة.

محمّد 07-25-03 04:25 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : المثنى88
بارك الله في علمك يا شيخ محمد ووالله لقد أحببناك فيه
لدي سؤالين لو سمحت :

1- إذا قيل هذا الحديث منكر ... ما وزنه في المصطلح ؟
وهل يختلف المنكر كاختلاف الصحيح والضعيف والحسن ؟
وهل هناك فرق بين منكر المتن ومنكر السند ؟

2- سمعت في أحد دروس العلامة أبي إسحاق الحويني حفظه الله أنه قال : إذا تفرد ابن سعد بالحكم على راوٍ فإنه لايعتد به ..‍‍ "

السؤال : نريد مثل هذه التنبيهات المهمة بقدر الإستطاعة حول أصحاب التراجم أو أصحاب السنن والمسانيد وغيرها ..

وجزاكم الله خير


أحبك الله الذي أحببتنا فيه

1- المنكر إما أن يكون كذباً أو يكون خطأً. ولذلك يقول الإمام أحمد: المنكر دوماً منكر. أي أنه لا يتقوى بكثرة الطرق ولا يُعتبر به أصلاً. والمتأخرون قد يخالفون هذه القاعدة.

أما النكارة في المتن فقد تكون عند قوم ولا تكون عند قوم آخرين. ولذلك غالبا لا ضابط قوي لها.

2- المقصود من كلام الشيخ الحويني هو أن مخالفة ابن سعد لباقي الرواة في الحكم على راو لا يعتد بها كما أشار ابن حجر في مقدمة الفتح. ذلك أن غالب مادته مأخوذة من الواقدي المتروك، والمعروف بتحيزه كذلك.

3- أما عن منهج كل شخص من أصحاب السنن والتراجم وغير ذلك فأمر يطول جداً. وأنا أكتب كتاباً عليه منذ أكثر من سنة ولم ينته بعد.

فارس النهار 07-25-03 04:46 AM

السلام عليكم ..
الأخ الفاضل / محمد ..
بارك الله فيكم

في أثناء حواري مع أحد الرافضة حول كون منهج الرواية عندهم ليس بشيء ، أراد أن يطرح علي بعض الشبهات ..

فقال :

ولكي اوضح لك انكم لستم على شيء من رواياتكم فاليك هذه الامور:
أ-تعمد علماء الرجال اخفاء حال الرواة عندكم

فهذا الحاكم ذكر أقسام التدليس ، ثم قال: ((قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس، ليتأمله طالب هذا العلم، فيقيس بالأقل على الأكثر. ولم استحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث ورواته))(1).
(1) معرفة علوم الحديث ص:111.

وقال الذهبي: ((وكذا لم اعتن بمن ضعف من الشيوخ ممن كان في المائة الرابعة وبعدها. ولو فتحت هذا الباب لما سلم أحد، إلا النادر من رواة الكتب والأجزاء))(2).

(2) المغني في الضعفاء ص:4.

وقال أيضاً: ((ثم من المعلوم أنه لابد من صون الراوي وستره. فالـحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر هو رأس سنة ثلاثمائة. ولو فتحت على نفسي تليين هذا الباب لما سلم معي إلا القليل. إذ الأكثر لا يدرون ما يروون، ولا يعرفون هذا الشأن، إنما سمعوا في الصغر، واحتيج إلى علو سندهم في الكبر، فالعمدة ((والعهدة))(3) على من قرأ لهم، وعلى من أثبت طباق السماع لهم، كما هو مبسوط في علوم الحديث))(4).

(3) لسان الميزان ج:1 ص:9 عند ذكره خطبة الأصل.

(4) ميزان الاعتدال ج:1 ص:115 في المقدمة.

انتهى .

فما معنى هذا الكلام وكيف نرد عليه أخي الفاضل ؟

عاشق الإمام المهدي 07-25-03 11:23 AM

:D سؤالي ياشيخ

هل ورد في الاحاديث الصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ علي وفاطمة والحسن والحسين عند المباهلة ؟؟

ونشكر لكم اجابتكم

محمّد 07-26-03 12:48 AM

أخي فارس النهار

هذا تدليس واضح من الرافضة

فلو رجعت لكتاب الحاكم لوجدت أنه تكلم على المدلسين من الصفحة 103 إلى الصفحة 111 وهذا كلام طويل فعلاً

بدأه قوله: " ذكر النوع السادس والعشرين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة المدلسين الذين لا يميز من كتب عنهم بين ما سمعوه وما لم يسمعوه"

وذكر صفحات طويلة، ثم قال ص111:

قال أبو عبد الله هذا باب المطلوب فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة ولا من جابر ولا من بن عمر ولا من بن عباس شيئا قط وان الأعمش لم يسمع من أنس وأن الشعبي لم يسمع من أنس وأن الشعبي لم يسمع من عائشة ولا من عبد الله بن مسعود ولا من أسامة بن زيد ولا من علي انما رآه رؤية ولا من معاذ بن جبل ولا من زيد بن ثابت وأن قتادة لم يسمع من أنس وأن عامة حديث عمرو بن دينار عن مسموعة وأن عامة حديث مكحول عن الصحابة حوالة وأن ذلك كان كله يخفى الا على الحفاظ للحديث وقال أبو عبد الله قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس ليتأمله طالب هذا العلم فيقيس بالأقل على الأكثر ولم أستحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث أن أدل على جملة يهتدي إليها الباحث عن الأئمة الذين دلسوا والذين تورعوا عن التدليس.... إلخ.

ألا ترى أنه ذكر أسماء الكثير من المدلسين فعلاً؟ لكن قصده من العبارة أنه يخشى أن طالب العلم يسمع براو دلس حديثاً واحدا فيعمم هذا على مروياته كلها ويردها. وهذا خطأ إذ المعتمد هو أن من كان قليل التدليس لا يعتبر مدلسا ولا ترد عنعنته.

أما كلام الذهبي فمقصوده أن رواة الحديث بعد المئة الثالثة كانوا يروون من الكتب فحسب، فلم يعد للحفظ من أهمية كبيرة. لذلك تغيرت صفة التوثيق وصار الاهتمام بالعدالة وحدها لضمان الضبط بالكتاب.

محمّد 07-26-03 12:51 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : المثنى88
وهناك سؤال ثالث وأخير عن العنعنة وغيرها ..

مالفرق بين قوله ((عن )) فلان
وحدثنا فلان
وأنا فلان
ونا فلان
ومثل هذه الألفاظ وماذا تعني ..؟


أخي الفاضل

قوله "عن" فلان أي أن فلان قال كذا. لكن هذه الصيغة قد تعني أنه سمع الحديث من فلان وقد لا تعني ذلك أيضاً. فهي صيغة محتملة للانقطاع أو للاتصال.

أما نا فلان فهي اختصار حدثنا فلان. وأنا فلان اختصار أنبأنا فلان. وكلاهما عند المتقدمين تعني اتصال السند، إلا عند القليل جدا من الرواة مثل الحسن البصري، فهذا لا بد أن يصرح بكلمة سمعت من فلان، حتى يثبت السماع.

محمّد 07-26-03 01:02 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : ذو البجادين
شيخنا محمد جزاك الله خيرا.......
ما هو الرد على من يرد حديث الآحاد ويستدل بأن حديث الآحاد مظنة عدم الثبوت ويستدل أيضا بأن عائشة رضي الله عنهاردت حديث عمر في تعذيب الميت ببكاء اهله عليه وكذلك ردت حديث المرأة االتي عذبت الهرة بقولها أن المؤمن أكرم عند الله من أن يعذبه بهرة؟؟؟؟

أخي الفاضل

حديث الآحاد حجة بإجماع المسلمين كافة بجميع فرقهم بما فيهم المعتزلة الأوئل في المئة الأولى كما حقق ذلك ابن حزم. لكن المعتزلة بعد ذلك لما أعياهم أهل السنة بالأحاديث الصحيحة الصريحة الرادة عليهم، اخترعوا مسألة أحاديث الآحاد ليتهربوا من تلك الحجج. لكنهم مع ذلك احتجوا في دينهم بأشعار النصراني الأخطل لعنه الله وجعلوها حجة في مسائل عقائدية كالاستواء والإيمان. فرد عليهم أهل السنة الردود القوية المفحمة كما فعل الشافعي والدرامي وغيرهما من أئمة المسلمين.

فلما جاء الأشاعرة اتخذوا منهجاً وسطا بين السلف والمعتزلة، فعملوا بأحاديث الآحاد في الفقه وتركوها في العقيدة لأن الأحاديث الصحيحة تنقض منهجهم من أصله. وهذا التفريق ليس له أي أساس وما قاله أحد من أئمة السلف.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل إلى الملوك والحكام والقبائل الرجل الواحد يدعوهم للإسلام ويعلمهم شرائعه. فكيف يرسل عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم رجلاً واحدا يكون خبره خبر آحاد إلى هؤلاء الملوك إن لم يكن خبره حجة؟! :confused:

أما قصة رد أمنا عائشة لقصة المرأة التي عذبتها الهرة فلم أسمع بها من قبل ولم أجدها.

أما قصة رد حديث تعذيب الميت فإليك هذا الرد الذي كنت قد كتبته في كتابي "حوار هادي مع الشيخ القرضاوي" وهو رد على الدكتور المعتزلي محمد الغزالي:

2– زعمهم أن أمنا عائشة رضي الله عنها ردت حديث سيدنا ابن عمر رضي الله عنه لأنه يعارض القرآن

أهم الأحاديث الصحيحة في هذا الموضوع أخرجها البخاري في صحيحه (1\432: #1226):
قال عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة: توفيت ابنة لعثمان  بمكة وجئنا لنشهدها، وحضرها بن عمر وابن عباس –رضي الله عنهم– وإني لجالس بينهما. فقال عبد الله بن عمر  لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله  قال: «إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه». فقال بن عباس  قد كان عمر  يقول بعض ذلك ثم حدث قال صدرت مع عمر رضي الله عنه من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة، فقال: اذهب فانظر من هؤلاء الركب. قال فنظرت فإذا صهيب، فأخبرته فقال ادعه لي. فرجعت إلى صهيب، فقلت ارتحل فالحق أمير المؤمنين. فلما أصيب عمر، دخل صهيب يبكي يقول: وا أخاه وا صاحباه. فقال عمر : يا صهيب، أتبكي عليَّ وقد قال رسول الله : «إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه»؟ قال ابن عباس : فلما مات عمر ، ذكرت ذلك لعائشة ، فقالت: رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله : «إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه»، ولكن رسول الله  قال: «إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه». وقالت: «حسبكم القرآن: ولا تزر وازرة وزر أخرى». قال ابن عباس : ثم ذلك والله هو أضحك وأبكى. قال ابن أبي مليكة: والله ما قال ابن عمر  شيئاً.

وعن المغيرة  قال سمعت النبي  يقول: «إن كذبا علي ليس ككذب على أحد. من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار». سمعت النبي  يقول: «من نيح عليه يعذب بما نيح عليه».

وعن النعمان بن بشير  قال: «أغمي على عبد الله بن رواحة. فجعلت أخته تبكي واجبلاه واكذا واكذا، تعدد عليه. فقال حين أفاق: ما قلت شيئاً إلاّ قيل لي: أنت كذا؟ فلما مات لم تبك عليه».

نقول من البداية بأنه ليس من المستحيل عقلياً أن يغلط راوي الحديث. أما أن يغلط هو ثم يغلط راوٍ آخر نفس الخطأ ثم يتابعهم على هذا الخطأ عدد من الرواة الثقات، فهذا مستحيلٌ عقلاً وشرعاً. خاصة مع ما عرف عن هؤلاء الصحابة من قوة الحفظ وشدة العناية بألفاظ الحديث والورع في الرواية عن رسول الله . فهذه الأحاديث الصحيحة التي يرويها عمر بن الخطاب وابنه عبد الله و المغيرة بن شعبة وأبي موسى الأشعري وعمران بن حصين وصهيب وغيرهم من الحفظة من الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين–، كل هذه الأحاديث تصل إلى مرتبة التواتر القطعي الذي لا يمكن فيه ادعاء الوهم أو الغلط.

ومن ظن بأن أمنا عائشة  كانت ترد الحديث إذا لم يكن موافقاً للقرآن حتى لو كان رواته ثقات، فهو ظنٌّ باطلٌ مردودٌ، وإنّ بعض الظنّ إثم، وإن كان ظاهر الحديث الأول قد يوهم بذلك. بل ليس كذلك. فإن أمنا عائشة  قد أنكرت على ابن عمر  تعميمه للحديث الخاص باليهودية، كما أنها أنكرت على فاطمة بنت قيس  تعميمها لحديث لا سكنى ولا نفقة للبائنة مع أن ذلك الحديث كان خاصاً بحالتها. وهذا يبدو لنا جليّاً في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه (2\643): أن أمنا عائشة ، ذُكِر لها أن عبد الله بن عمر  يقول: «إن الميت ليعذب ببكاء الحي». فقالت عائشة : «يغفر الله لأبي عبد الرحمن. أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي أو أخطأ. إنما مر رسول الله  على يهودية يُبْكى عليها، فقال: إنهم ليبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها».

فقد حملت الحديث الثاني على أنه مقيّدٌ للأول وفق القاعدة الفقهية بحمل المقيد على المطلق. فيكون معنى الحديث أن الكافر وغيره من أصحاب الذنوب يعذب في حال بكاء أهله عليه بذنبه لا ببكائهم. فأمنا عائشة  لم تردّ الحديث الصحيح، بل فسّرت الحديث الأول الصحيح بالحديث الثاني الصحيح، واستشهدت لتفسيرها ذلك بالقرآن، لأن من غير الممكن أن يعذب الله نفساً بذنب لم ترتكبه. و هذا لا غبار عليه البتة. فانتقادها إذاً لإبن عمر  هو أنه أخطأ بعدم ذكره القصة كاملة، لأن الحديث خاص بالكفار. لكن يظهر ابن عمر لم يخطئ بذكر الحادثة، إنما هو يتحدث عن قصة أخرى.

فقد أخرج البخاري في صحيحه (1\439): عن عبد الله بن عمر ، قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له. فأتاه النبي  يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود –رضي الله عنهم–. فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال: «قد قضى». قالوا: «لا يا رسول الله»، فبكى النبي . فلما رأى القوم بكاء النبي  بكوا، فقال: «ألا تسمعون؟ إن الله لا يُعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا –وأشار إلى لسانه– أو يرحم. وإن الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه». وكان عمر  يضرب فيه بالعصا، ويرمى بالحجارة، و يحثي بالتراب.

فظهر غلط من قال بحصر الحديث بالكافر الميت، مع ما في ذلك التأويل من تكلف. وهنا اختلف العلماء كثيراً في معنى الحديث، فقالت طائفة أنه يعذب فقط إذا أوصى قبل موته بالنياحة عليه، أو أن ذلك كان مذهبه في حياته، وهذا اختيار الإمام البخاري كما يظهر في تبويبه لهذا الحديث. وهو قول ليس عليه دليل، بل يبطله الحديث السابق، لأن سعد  لم يوص بذلك ولم يكن ينوح على الموتى في حياته. والجمع بين هذه الأحاديث أبسط من هذا بكثير لو تأملناها. فإن من أنكر الحديث الأول إنما ظنّ أن معناه أن الله يعذب الميت بنحو عذاب القبر ببكاء أهله. وليس في الحديث ما يدل على هذا. فالحديث الذي رواه عمر  هو: «إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه». وقالت أمنا عائشة : والله ما حدث رسول الله : «إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه»، ولكن رسول الله  قال: «إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه». فلو تأملت النصوص بتمعّن، لوجدت أن أمنا عائشة ، لم تنكر حديث عمر  بألفاظه، إنما أنكرت ما قد يفهمه بعض الناس من ظاهره.

وحديث عمر  صحيحٌ بلا ريب، وكذلك ما قالته أمنا عائشة . فإن الله لا يعذب الميت ببكاء أهله عليه، مؤمناً كان أم كافراً. إنما أهله هم الذين يعذبونه بنحيبهم عليه. ذلك أن الميّت يسمع أصوات الأحياء على قول جمهور العلماء، فلذلك يتعذب بسماعه بكاء أهله ويرق لهم. خاصة أن العلماء أجمعوا كلهم على اختلاف مذاهبهم أن المراد بالبكاء بصوت ونياحة، لا مجرد دمع العين الذي لا يشاهده الميت. فإذا تدبرت هذا المعنى وراجعت النصوص كلها، لم تجد أدنى تعارض بينها. وإلى هذا ذهب إمام المفسّرين محمد بن جرير الطبري. وقال القاضي عياض وهو أولى الأقوال. واستشهدوا له بحديث أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد حسّنه الحافظ ابن حجر، عن قـَيْـلة بنت مَخْرمة، قلت: «يا رسول الله، قد ولدته فقاتل معك يوم الربذة، ثم أصابته الحمى فمات ونزل على البكاء». فقال رسول الله : «أيغلب أحدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفاً، وإذا مات استرجع؟ فوا الذي نفس محمد بيده، إن أحدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه. فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم».

وقد انتصر شيخ الإسلام ابن تيمية لهذا المذهب، فقال في مجموع فتاواه (24\374): «وأما تعذيب الميت، فهو لم يقل إن الميت يعاقب ببكاء أهله عليه، بل قال يعذب. والعذاب أعم من العقاب. فإن العذاب هو الألم، وليس كل من تألم بسبب كان ذلك عقابا له على ذلك السبب. فإن النبي قال: "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه". فسمى السفر عذاباً. وليس هو عقابا على ذنب. والإنسان يعذب بالأمور المكروهة التي يشعر بها، مثل الأصوات الهائلة والأرواح الخبيثة والصور القبيحة. فهو يتعذب بسماع هذا وشم هذا ورؤية هذا، ولم يكن ذلك عملا له عوقب عليه. فكيف يُنكـَرُ أن يعذب الميت بالنياحة؟ وإن لم تكن النياحة عملا له يعاقب عليه». ثم قال: «وقد يندفع حكم السبب بما يعارضه. فقد يكون في الميت من قوة الكرامة ما يدفع عنه من العذاب، كما يكون في بعض الناس من القوة ما يدفع ضرر الأصوات الهائلة والأرواح والصور القبيحة».

فظهر بذلك بشكل جليٍّ أنه لا تعارض بين الأحاديث الصحيحة أبداً. وأن خلاف العلماء هو في تفسيرها وفقاً للظروف التي قيلت به، وبحسب الآيات القرآنية، لا رداً للأحاديث الصحيحة والعياذ بالله. والله الموفق للصواب بمنّه وفضله وكرمه.

المثنى88 07-26-03 04:37 AM

مالفرق بين طريقة المتقدمين والمتاخرين شيخنا الفاضل .

وحبذا ذكر أهم النقاط التنبيهية كقولك أن الترمذي إذا قال غريب فإنه يميل إلى الضعف
وأن ابن سعد إذا تفرد لايعتد به لأن أكثر أقوله عن المؤرخ الشيعي الكذاب الواقدي .

المثنى88 07-27-03 03:02 AM

ما نصيحتكم يا شيخ في البدء بطلب الحديث

1- وهل يحق لي أن أخرج حديثاً وأبحث طرقه للتدريب والتبيين واترك الحكم لأهل العلم ..؟
أم أن هذا العمل مخالف للشرع
2- ومتى نقول كلمة (( أخرج فلان )) فمن الذي يختص بالتخريج عن غيره .

3- وأريد رأيك يا شيخ ومشورتك ..
ماهي خير كتب المصطلح بالترتيب وأشملها وأجملها صياغة . حتى تقرب المعلومة بشكل كبير .. وترسخ بشكل أفضل .

4- متى تحصل لدي الملكة ..؟؟؟

5- ومن هو أفضل إلقاء ودراية الشيخ أبي اسحاق أم الشيخ عبد الكريم الخضير ..
ونحتاج إلى نصيحتك إن كان هناك أعلم منهما .
فبمن نبدأ جزاك الله خير .


6- وأخيراً هل معاني اللغة العربية حجة على معاني المحدثين .. ؟؟
يعني ياشيخ معنى المنكر عند اللغويين ربما يختلف مع المحدثين ... وهذا مثال .. !

اعتقد أن هذا يكفي فقد أثقلت عليك
ولكنها فرصة لاتعوض بالغرف من بحر علمك الوافر ..

جزاك الله خير يا شيخ وكثر من أمثالك

AntiShea 07-27-03 03:29 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا شيخنا العزيز محمد

عندي سؤال
بالنسبة للحديث المنسوب كذبا وزورا على امنا عائشه رضي الله عنها (( اقتـلوا نعثـلاً فقـد كفـر )) !!

بين الاخوه ضعفها ولله الحمد وهو:

أقتلوا نعثلا فانه كفر (قول منسوب لعائشة يطعن بعثمان)
فيه نصر بن مزاحم قال فيه العقيلـي » كان يذهب إلى التشيع وفي حـديثه اضطراب وخطأ كثـير« (الضعفاء للعقيلي (4/300) رقم (1899) وقال الذهـبي » رافضي جـلد، تركوه وقال أبو خيثمة: كان كذابـاً، وقـال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك، وقال الدارقطني: ضعيف« (الميزان للذهبي 4/253) رقم (9046).) وقال الجوزجاني: كان نصر زائفاً عن الحق مائلاً، وقال صالح بن محمد: نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير، وقال الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسين: نصر بن مزاحم غال في مذهبه « (تاريخ بغداد 13/283) وعلى ذلك فهذه الرواية لا يعول عليها ولا يلتفت إليها إضافة إلى مخالفتها للروايات الصحيحة الناقضة لها.

السؤال هو:

هل نصر بن مزاحم موجود في كل الروايات اللتي تقول (( اقتـلوا نعثـلاً فقـد كفـر )) !!

او

يوجد رجل آخر يروي نفس الحديث مع العلم لاحظت ان الشيعه يقولون ان الحديث موجود في الكتب التاليه:
تاريخ الطبري ج 4 ص 407 .
الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 206 .
تذكرة الخواص لابن الجوزي ص61 و 64 .
الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص 49 .
لسان العرب ج14 ص 193.
تاج العروس ج 8 ص 141 .
العقد الفريد ج4 ص290 .
طبقات ابن سعد ، ج 5 ص 25 .
أنساب البلاذري ، ج 5 ص 70 ، 75 ، 91 .
الإمامة والسياسة ، ج 1 ص 43 ، 46 ، 57 .
تاريخ الطبري ، ج 5 ص 140 ، 166 ، 172 ، 176 .
العقد الفريد ، ج 2 ص 267 ، 272 .
تاريخ ابن عساكر ، ج 7 ص 319 .
الاستيعاب ترجمة الأحنف صخر بن قيس .
تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 172 .
شرح ابن أبي الحديد ، ج 2 ص 77 ، 506 .
تذكرة السبط ص 38 ، 40 .
نهاية ابن الأثير ، ج 4 : 166 .
أسد الغابة ، ج 3 ص 15 .
الكامل لابن الأثير ، ج 3 ص 87 .
الفتوح لابن أعثم ، ج1 ص 434 .
القاموس ، ج 4 ص 59 .
حياة الحيوان ، ج 2 ص 359 .
السيرة الحلبية ، ج 3 ص 314 .
لسان العرب ، ج 14 ص 193 .
تاج العروس ، ج 8 ص 141

سني و الحمد لله 07-30-03 10:18 AM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اريد السؤال عن حديث سمعته عن ان ادم عليه السلام قد توسل برسول الله صلى الله عليه وسلم
و قد سمعته في أحد خطب الجمعة, و قد ذكر الخطيب أنه مروي من الحاكم في مستدركه و قال أنه صحيح لا شبهة فيه و ذلك بغية إقناع الناس بمشروعية التوسل بجاه الأنبياء!!!

فأرجو من فضيلة الشيخ أن يوضح لنا مدى صحة هذا الحديث


وجزاكم الله خيرا

محمّد 07-31-03 06:51 PM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : المثنى88
مالفرق بين طريقة المتقدمين والمتاخرين شيخنا الفاضل .

وحبذا ذكر أهم النقاط التنبيهية كقولك أن الترمذي إذا قال غريب فإنه يميل إلى الضعف
وأن ابن سعد إذا تفرد لايعتد به لأن أكثر أقوله عن المؤرخ الشيعي الكذاب الواقدي .


أخي الفاضل

الفروق كبيرة فعلا بين طريقة المتقدمين والمتأخرين

والحكم على الحديث عند المتقدمين قائم على النظر في الحديث نفسه متنا وسنداً والبحث في القرائن. ويشرح ذلك قول ابن القيم.

قال ابن القيم في زاد المعاد (1\364): «وعلّله ابن القطان بمطر الوراق، وقال: كان يشبهه في سوء الحفظ محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى وعيب على مسلم إخراج حديثه. انتهى كلامه. ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه، لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه. كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه. فغلط في هذا المقام من استدرك عليه إخراج جميع حديث الثقة، ومن ضَعَّفَ جميع حديث سيىء الحفظ. فالأُولى طريقة الحاكم وأمثاله. والثانية طريقة أبي محمد بن حزم وأشكاله. وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن. والله المستعان».

فكمى ترى أحيانا يصححون من حديث المليّن حديثه ما عرفوا أنه من صحيح حديثه. ويضعفون أحيانا من حديث الثقة ما تبين لهم أنه أخطأ به ولم يحفظه. وهذا هو المبدأ الذي سار عليه الجهابذة في كتب علل الحديث. وليس عندهم قاعدة ثابتة في مسألة زيادة الثقة بل كل حديث له نظر مختلف عن الآخر.

وهم لا يصححون الأحاديث بطرقها إلا إن كانت تلك الطرق بمرتبة الحديث الحسن في اصطلاح اليوم. وكم من حديث له طرق كثيرة جدا ورغم ذلك بقي ضعيفا عند المتقدمين. أما المتأخرون فيصححونها ويعدونها من المتواتر!!!

أما عن الفوائد الأخرى فكثيرة لعلي أذكر شيئاً منها:

ينبغي لطالب علم الحديث أن يعرف أن العلماء في الجرح والتعديل على أربع مراتب:

المتشددون: أبو حاتم الرازي (195-277هـ)، يحيى بن سعيد القطان (120-198هـ)، العُقَيْلي (322هـ)، أبو الفتح الأزدي (374هـ)، ابن حِبَّان (في كتابه المجروحين) (354هـ)، أبو نعيم الفضل بن دكين المُلائي (130-219هـ)، عفان بن مسلم الصَفّار (ت220هـ).

المعتدلون مع بعض التشدد: البُخاري (194-256هـ)، مُسلم (261هـ)، يحيى بن معين (158-233هـ)، أبو زُرعة الرازي (200-264هـ)، النَّسائي (215-303هـ)، علي بن المَديْني (261-234هـ)، مالِك (93-179هـ)، شُعْبة بن الحجاج (160هـ)، عبد الرحمان بن مهدي (135-198هـ)، أبو إسحاق إبراهيم الجُوزجاني السعدي (قد يتعنت مع الكوفيين) (259هـ)، أبو الحسن بن القطان الفاسي (628هـ).

المعتدلون مع بعض التساهل: أحمد (164-241هـ)، أبو داود (275هـ)، أبو الحسن الدّارَقَطْني (385هـ)، ابن عدي (365هـ)، ابن سعد (168-230هـ)، الذهبي (748هـ)، ابن حجر (852هـ).

المتساهلون: ابن خُزَيْمة (311هـ)، ابن حِبَّان (بذكره بكتاب "الثقات" أو بصحيحه) (354هـ)، الحاكم (321-405هـ)، البَيْهُقي (384-458هـ) (وهم تلامذة بعض)، العِجلي (261هـ)، أبو عيسى التِّرمِذِي (279هـ)، أبو بكر البزّار (292هـ)، أبو جعفر أحمد بن صالح المصري (170-248هـ)، وتلميذه يعقوب بن سُفْيَان (‏277‏هـ)، أبو حفص بن شاهين (308-385هـ).

=========

أهم المراجع لهذا البحث: ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل للذهبي (ص158-159). وذكر الذهبي قريباً من هذا فى الموقظة (ص83). وأشار إلى ذلك ابن ناصر الدين في الرد الوافر (ص10)، وابن حجر في النكت (ص482). إضافة إلى الاستقراء وإلى الأقوال الكثيرة المتفرقة التي أشرنا لبعضها في كل رجل من هؤلاء.

وهذا التقسيم لا يرجع له عموماً إلا عند اختلاف الجرح والتعديل. وقد رسم الحافظ الذهبي في ذلك السبيل الواضح لمن وجد اختلافا في الكلام على الرجل الواحد من الأئمة النقاد وكان من هم متشدد وآخر متساهل فقال في رسالته

القيمة "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" (172)عن الرواة: «قسم منهم متعنت في الجرح متثبت في التعديل يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث ويلين

بذلك حديثه. فهذا إذا وثق شخصاً فعض على قوله بناجذيك وتمسك بتوثيقه. وإذا ضعف رجلاً فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه: فإن وافقه ولم يوثق ذاك أحد من

الحذاق، فهو ضعيف. وإن وثقه أحد، فهذا الذي قالوا فيه لايقبل تجريحه إلا مفسراً». قال المعلمي في مقدمة الفوائد المجموعة: «ما اشتهر من أن فلاناً من الأئمة مسهل وفلاناً متشدد ليس على إطلاقه. فإن منهم من يسهل تارة ويشدد تارة، بحسب

أحوال مختلفة. ومعرفة هذا وغيره من صفات الأئمة التي لها أثر في أحكامهم لا تحصل إلا باستقراء بالغ لأحكامهم، مع التدبر التام». وعليه : فلا يعني وصف الإمام بالتشديد إهدار تضعيفه ، ولا وصفه بالتساهل إهدار توثيقه ، ولا وصفه بالإنصاف اعتماد حكمه مطلقاً . وإنما فائدة هذه الأوصاف اعتبارها قرينة من قرائن الترجيح عند التعارض.

هذا كله في حال أن الرجل الراوي كثير الحديث. وأما إذا كان قليل الحديث فالترتيب مختلف تماماً. فهناك من هو غاية في التساهل مثل ابن حبان والعجلي وابن خزيمة والحاكم. وهناك من عنده تساهل لكن ليس بمفرط مثل النسائي. وأكثر العلماء معتدل. وهناك من يتشدد في هذا مثل ابن حزم وابن القطان.

قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (11\82): «ونحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل. لكنهم أكثر الناس صواباً وأندرهم خطأً وأشدهم إنصافاً وأبعدهم عن التحامل. وإذا اتفقوا على تعديلٍ أو جرحٍ، فتمسك به واعضض عليه بناجذيك، ولا تتجاوزه فتندم. ومن شذ منهم فلا عِبْرة به. فخَلِّ عنك العَناء، وأعط القوس باريها. فو الله لولا الحفاظ الأكابر لخطبت الزنادقة على المنابر. ولئن خطب خاطبٌ من أهل البدع، فإنما هو بسيف الإسلام وبلسان الشريعة وبجاه السنة وبإظهار متابعة ما جاء به الرسول (ص). فنعوذ بالله من الخذلان».

خالد أهل السنة 08-01-03 05:27 AM

المحدث الفاضل / محمد الأمين - أعانه الله ونفعنا بعلمه - آمين-
هل تتحفنا بنبذة عن الدكتور يحيى إسماعيل
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر
القائل :
"التقريب بين السنة والشيعة لن يحدث إلا إذا تخلى أحدهما عن مذهبه"
"مخططات شيعية لغزو المسلمين السنة عن طريق الصوفية"
فإن الرابط لا يعمل عندي
وما هي كتبه أو أبرز كتبه
أجزل الله لك الثواب

محمّد 08-01-03 06:53 AM

أخي الحبيب خالد أهل السنة

قمت بنشر المقالة كاملة هنا: http://www.d-sunnah.net/forum/showt...8962#post128962

حتى لا تضيع مع الزمن. وأشكرك على تنبيهي بأن الرابط لا يعمل.

خالد أهل السنة 08-05-03 03:14 AM

الشيخ / محمد الأمين- نفعنا الله بعلومه- آمين
اصطلاح كلمة ( حسن ) في الحكم على الأحاديث
كانت ابتداءً عند الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى-
وهي عنده لا تعني ( الصحة مطلقاً ) بل لعله يقول حسن لايحتج به
وله اصطلاح خاص في قوله ( حسن)
سؤالي لفضيلتكم كالتالي:
هل تعلمون أن أحداً سبق الترمذي - رحمه الله - الى هذا الإصطلاح..؟
هل استخدمه الإمام البخاري أو الإمام مسلم مثلاً..؟
نريد كلاماً شافياً في هذا الموضوع بما يفتح الله عليكم

StraightPath 08-05-03 07:54 AM

جزاك الله خيرا يا شيخ محمد وأفاد بك المسلمين
لدي سؤال
اذا قيل ان حديث ما ضعيف هل يعني هذا ان ليس له طريق صحيح؟ حسب فهمي هناك طريقتان عند علماء الحديث فقد يقصدون ان الطريق ضعيف ( لكن قد يكون له طرق أخرى صحيحة ) وقد يكون الحكم عام , أي على الحديث بعد دراسة كل طرقه
هل فهمي هذا خاطيء؟ و ان كان صحيحا فكيف نعرف ما يقصده المحدث اذا قال هذا ضعيف؟ هل هناك عبارات معينة نفهم منها انه حكم على طريق واحد أو حكم على الحديث بمجموع طرقه؟
جزاك الله خيرا كثيرا

محمّد 08-05-03 07:56 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : عاشق الإمام المهدي
:D سؤالي ياشيخ

هل ورد في الاحاديث الصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ علي وفاطمة والحسن والحسين عند المباهلة ؟؟

ونشكر لكم اجابتكم


نعم أخي الكريم وقد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه #2404 وقال عنه الترمذي حديث حسن صحيح غريب

محمّد 08-05-03 08:54 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : المثنى88
ما نصيحتكم يا شيخ في البدء بطلب الحديث

1- وهل يحق لي أن أخرج حديثاً وأبحث طرقه للتدريب والتبيين واترك الحكم لأهل العلم ..؟
أم أن هذا العمل مخالف للشرع
2- ومتى نقول كلمة (( أخرج فلان )) فمن الذي يختص بالتخريج عن غيره .

3- وأريد رأيك يا شيخ ومشورتك ..
ماهي خير كتب المصطلح بالترتيب وأشملها وأجملها صياغة . حتى تقرب المعلومة بشكل كبير .. وترسخ بشكل أفضل .

4- متى تحصل لدي الملكة ..؟؟؟

5- ومن هو أفضل إلقاء ودراية الشيخ أبي اسحاق أم الشيخ عبد الكريم الخضير ..
ونحتاج إلى نصيحتك إن كان هناك أعلم منهما .
فبمن نبدأ جزاك الله خير .


6- وأخيراً هل معاني اللغة العربية حجة على معاني المحدثين .. ؟؟
يعني ياشيخ معنى المنكر عند اللغويين ربما يختلف مع المحدثين ... وهذا مثال .. !

اعتقد أن هذا يكفي فقد أثقلت عليك
ولكنها فرصة لاتعوض بالغرف من بحر علمك الوافر ..

جزاك الله خير يا شيخ وكثر من أمثالك


أخي الفاضل المثنى سدده المولى

1- افضل وسيلة لتعلم هذا العلم الشريف هو أن تقوم بتخريج الحديث وأن تبذل به الجهد الكبير لجمع طرقه ودراسة رجاله، ثم تقارن هذا مع أقوال الأئمة في كتب العلل. وحتى أسهل عليك هذا الطريق، إذهب لكتاب التمييز للإمام مسلم لأنه أسهل كتب العلل، ثم اختر حديثا منه دون أن تقرأ ما كتب عليه الإمام مسلم، وخذ وقتك في تخريجه وكشف علته. حتى إذا انتهيت، اقرأ كلام مسلم و قارن النتيجة التي وصلت إليها مع ما ذكره في شرح العلة.

وعندما تنتهي راجع كذلك كتاب علل الدراقطني وخاصة الأحاديث المشهورة التي أطال الحديث بها. فهذه أفضل وسيلة حتى تحصل لك الملكة في علم العلل.

أما علم الرجال فهو أصعب لصعوبة وجود مرجعية, لكن أفضل شيء أن تحاول أن تعرف لماذا أخرج مسلم حديث هذا الراوي ولم يخرجه البخاري مثلا. فهذا يساعد كثيراً.

2- أي باحث يذكر الحديث بإسناده في كتابه فقد أخرج الحديث. لكنك هذه الكلمة صارت تطلق حديثا على من قام بالحكم على الحديث من جهة الصحة والضعف.

3- أسهل كتاب كبداية هو كتاب تيسير مصطلح الحديث لمحمود الطحان، وهو الذي تعتمده الكثير من الجامعات رغم ما في الكتاب من الملاحظات، لكنه مكتوب بشكل عصري وسهل.

ثم إن هناك الكثير من الكتب ويعجبني منها "توجيه النظر لأصول الأثر" لطاهر الجزائري الدمشقي، وقد طبع بمجلدين بتحقيق الشيخ أبو غدة. واخترت هذا الكتاب لأن مؤلفه استوعب تقريبا غالب ما تحتاجه من كتب المصطلح.

ثم يأتي بعد ذلك الكتب التي تتحدث عن مناهج المتقدمين وبخاصة كتيبات الدكتور المليباري وشرح علل الترمذي لابن رجب بتحقيق الشيخ عبد الله السعد.

4- قال إمام الرجال العلامة الذهبي –رحمه الله– في تذكرة الحفاظ (1\4): «حقٌ على المحدّث أن يتورّع في ما يؤديه، وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مَروياته. ولا سبيل إلى أن يصير العارف –الذي يُزكّي نقَلَة الأخبار ويجرحُهم– جِهْبِذاً، إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن، وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم، مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء، والتحري والإتقان».

فالأمر يحتاج لوقت طويل. وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء. فتجد الإمام البخاري بدأ ينقد الروايات فيصيب وعمره 11 عاماً. بينما تجد بعض الحفاظ المتأخرين يمضي سبعين سنة في دراسة المصطلح وهو لا يحسن معرفة علة حديث. فلا بد أن يكون التلقي بالأصل صحيحاً عن مصادر موثوقة، ولا بد من مراجعة شيخ معروف قوي في الحديث.

أيضاً لا بد أن تصل لدرجة إدمان كتب العلل وبالذات كتب المتقدمين العارفين حتى أنك تشعر بأنك تعيش بينهم لكثرة ما تقرأ لهم. فإذا حصل ذلك فكلما مضت عليك سنة وجدت نفسك قد تعلمت الكثير جداً. تعرف ذلك بمراجعة كتاباتك القديمة.

5- الله أعلم.

6- مصطلحات أهل الحديث يجب أن تفهم على كيفية فهمهم لها وكيفية استعمالهم لها، ولا يجوز أن نعيد تفسيرها من اللغة العربية. وبشكل عام فمن الصعب أن تجد لهم مصطلح يتفقون عليه ولا يخالفه أحد أبداً. لكن يجب فهم هذه المصطلحات وفق ما اصطلحت عليه لا حسب المعنى في اللغة.

وسأعطيك مثالا أسهل في الفقه:

قال الله تعالى {...وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا...} (6) سورة المائدة

والغائط هو المكان المنخفض من الأرض, لكن لا يجوز أن تفسر الآية هكذا باللغة وحدها وأن تهمل أنه وفق الاصطلاح الإسلامي فإنها كناية عن قضاء الحاجة.

خالد أهل السنة 08-06-03 10:03 AM

الشيخ محمد الأمين -نفعنا الله بعلمكم - آمين-
هل شروط الأئمة الستة منصوص عليها من قبلهم أم أن العلماء استنبطوها بالاستقراء والتتبع..؟
ولو أتحفتنا بشرط كل إمام على حدةٍ فهذا يسر النفس كثيراً
مع فائق الإحترام والتقدير
أخوكم
خالد أهل السنة


ولا تنس مراجعة بريدك الخاص

عاشق الإمام المهدي 08-06-03 01:59 PM

سؤالي ياشيخ

هل ورد في الاحاديث الصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ علي وفاطمة والحسن والحسين عند المباهلة ؟؟

ونشكر لكم اجابتكم


اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : محمّد
نعم أخي الكريم وقد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه #2404 وقال عنه الترمذي حديث حسن صحيح غريب


نشكركم مولانا

هل يفهم من هذا الحديث كما فهم الشيعة ان أهل البيت هم فقط علي وفاطمة والحسن والحسين وكما في حديث الكساء :confused:

المضـري 08-06-03 03:45 PM

شيخنا محمد أحسن الله إليك :

1- هل يمكن ان تشرح لي شرح تطبيقي مبسط , آلية (ح) التحويل الموجودة في اسناد بعض الأحاديث ؟

2- مامعني الزوائد ومامعنى الأطراف ؟!

3- الموقوفات هي التي يتوقف اسنادها عند الصحابي , ماهو الفروقات التفصيلية بينها وبين المرفوعات ؟

وجزاك الله خيراً وطيب انفاسك :)

محمّد 08-07-03 03:02 AM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : AntiShea
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا شيخنا العزيز محمد

عندي سؤال
بالنسبة للحديث المنسوب كذبا وزورا على امنا عائشه رضي الله عنها (( اقتـلوا نعثـلاً فقـد كفـر )) !! ئين الاخوه ضعفها ولله الحمد وهو: أقتلوا نعثلا فانه كفر (قول منسوب لعائشة يطعن بعثمان) فيه نصر بن مزاحم قال فيه العقيلـي » كان يذهب إلى التشيع وفي حـديثه اضطراب وخطأ كثـير« (الضعفاء للعقيلي (4/300) رقم (1899) وقال الذهـبي » رافضي جـلد، تركوه وقال أبو خيثمة: كان كذابـاً، وقـال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك، وقال الدارقطني: ضعيف« (الميزان للذهبي 4/253) رقم (9046).) وقال الجوزجاني: كان نصر زائفاً عن الحق مائلاً، وقال صالح بن محمد: نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير، وقال الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسين: نصر بن مزاحم غال في مذهبه « (تاريخ بغداد 13/283) وعلى ذلك فهذه الرواية لا يعول عليها ولا يلتفت إليها إضافة إلى مخالفتها للروايات الصحيحة الناقضة لها.

السؤال هو: هل نصر بن مزاحم موجود في كل الروايات اللتي تقول (( اقتـلوا نعثـلاً فقـد كفـر )) !!


أخي الحبيب

هذا السؤال يجب أن يُوجه للرافضة أنفسهم، فعلى المدعي البينة كما هو معلوم. والذي في تاريخ الطبري هو عن نصر بن مزاحم الرافضي. وأكثر هذه الكتب تأخذ منه. مثل الكامل لابن أثير (وقد تكرر ذكره مرتين) والسيرة الحلبية. وهناك كتب لغة لا تهتم بإثبات الروايات ولا بإسنادها وإنما تذكر الرواية من أجل الفائدة اللغوية أو تفسير الكلمة المجهولة. وقد ذكرها الكاتب الرافضي عدة مرات من باب تنويع المصادر مثل لسان العرب وتاج العروس. وبعض الكتب للمعتزلة ككتاب الحيوان. وبعضها للشيعة كتذكرة السبط والعقد الفريد والإمامة والسياسة وشرح ابن أبي الحديد وغيرها. أما طبقات ابن سعد فلم أجد الرواية فيه مع العلم أن غالب مادة ابن سعد من الواقدي المتروك. فهذا كله لا يعتد به. والحجة عندنا هو الإسناد الصحيح والذي لا يقدر الرافضة ابدا على الإتيان به.

خالد أهل السنة 08-07-03 07:00 AM

شيخنا الفاضل/ محمد الأمين- نفعنا الله بكم - آمين-
هل تعطينا نبذة نافعة في بيان عوار الرافضة في علم الحديث وتناقضاتهم ومتى احتاجوا إليه وهل عندهم نهضة في علم الحديث مجاراة لأهل السنة الذين ايقظوهم
وهل معاييرهم منضبطة وهل تعريفهم للحديث الصحيح ينطبق عليه ولو حديث واحد من أحاديثهم
وفقكم الله تعالى

خالد أهل السنة 08-07-03 11:50 AM

شيخنا المفضال / محمد الأمين - نفعنا الله بعلومكم - آمين-

تعلمون أن الرافضة لا يقبلون أحاديث الآحاد في العقيدة
ولا يقبلون الا ما كان متواتراً - زعموا-
فهل حديث الولاية متواتر
وهل حديث المنزلة متواتر
وهل حديث الكساء متواتر
ونحوها
وهل يعنون بالمتواتر
المتواتر اللفظي أم المتواتر المعنوي
- حرسكم الله بعينه التي لاتنام-
آميـــــــــن

c&s 08-08-03 12:51 AM

اخي محمد هناك اقوالا كثيره في الامام ابي حنيفه النعمان منها ان الشيخ الالباني يضعفه؟!

ممكن نعرف القول الفصل في هذا الموضوع وعلي ماذا استند الشيخ الالباني وكيف يضعف امام مشهور كابي حنيفه؟

جزاكم الله خيرا

الدوسري السلفي 08-09-03 06:08 AM

بسم الله الحي القيوم

ألأخ المحترم محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى أن ينفع بعلمك ويجعله في موازين أعمالك

عندي سؤال لو سمحت ...........
هل كتاب ( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ) ل المحدث مقبل الوداعي
جامع لجميع الأحاديث الصحيحة التي لم ترد في البخاري ومسلم ؟
أم أنه غير جامع ؟
وجزاك الله خير

الأعشى 08-09-03 01:32 PM

السلام عليكم,

الأخ محمد- وفقه الله-,

ما حكم رواية العبادلة عن ابن لهيعة؟

هل يحسن الإسناد بروايتهم كما وجدنا الشيخ الألباني يفعل ذلك, أم ان الإسناد يبقى ضعيفا كما ذكر العلوان:

"وابن لهيعة ضعيف الحديث مطلقاً قاله البخاري ويحى بن معين وأبو حاتم وغيرهم وهذا المشهور عن أئمة السلف وأكابر المحدثين فلا يفرقون بين رواية العبادلةعن ابن لهيعة وبين رواية غيرهم وإن كانت رواية العبادلة عنه أعدل وأقوى من غيرها غير أن هذا لا يعني تصحيح مروياتهم فابن لهيعة سيء الحفظ في رواية العبادلة عنه وفي رواية غيرهم والكل ضعيف وأقوى هذا الضعيف ما رواه القدامى عنه والله أعلم"

أفيدونا جزاكم الله خيرا

محمّد 08-09-03 06:09 PM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : خالد اهل السنة
الشيخ / محمد الأمين- نفعنا الله بعلومه- آمين
اصطلاح كلمة ( حسن ) في الحكم على الأحاديث
كانت ابتداءً عند الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى-
وهي عنده لا تعني ( الصحة مطلقاً ) بل لعله يقول حسن لايحتج به
وله اصطلاح خاص في قوله ( حسن)
سؤالي لفضيلتكم كالتالي:
هل تعلمون أن أحداً سبق الترمذي - رحمه الله - الى هذا الإصطلاح..؟
هل استخدمه الإمام البخاري أو الإمام مسلم مثلاً..؟
نريد كلاماً شافياً في هذا الموضوع بما يفتح الله عليكم


الأخ المكرّم خالد أهل السنة وفقه الله

سؤالك جيد جداً، وقد احتار فيه العلماء كثيراً. إذ أن غياب مصطلح الحديث الحسن عند المتقدمين ما عدا الترمذي أمر أثار حيرتهم كثيراً. ثم إن مصطلح الحسن عند الترمذي لم يتفق بتاتا مع مصطلحهم فاتهموه بالتساهل والتناقض، رغم أنهم أولى بذلك!

والذي زعمه ابن حجر أن أول من جاء بهذا الاصطلاح هو ابن المديني، ثم تبعه تلامذته يعقوب بن شيبة والبخاري وغيرهم ثم أخذه الترمذي من البخاري. فقمت بدراسة مجموعة كبيرة من تلك الأحاديث التي حسنها هؤلاء ثم بينت بوضوح أنه لو كان لهم اصطلاح في الحديث الحسن فهو مختلف تماما عن هذا المصطلح الذي ألمح إليه الخطابي (وهو متأخر) ثم أعاد تعريفه ابن الصلاح فقلده من جاء بعده.

كيف لا وقد حسن البخاري أحاديث أخرجها في صحيحه. فهذا يلزم المتأخرين بأن بعض ما في صحيح البخاري حسن وليس صحيح، وهذا لا يقبلونه. وقد حسن البخاري والترمذي أحاديث هي غاية في الصحة. وفي نفس الوقت حسنوا أحاديث هي غاية في الضعف. والسبب أن كون الحديث حسناً لا يتناقض مع كونه صحيحا أو ضعيفاً. ولا يلزم طبعا أن يكون حجة، فهم لم يزعموا ذلك أبداً. أما أول من أحدث التقسيم الثلاثي فهو الخطابي لكن بشكل غامض، ثم تبنى ذلك ابن الصلاح في مقدمته ونشر ذلك.

ثم أتبعت الدراسة بنماذج من الأحاديث التي يحسنها المتأخرون رغم اتفاق المتقدمين على أنها باطلة موضوعة، وفي أسانيدها كذابين. وهذا يظهر أن الصواب في الحديث الحسن أنه لا يجوز الاحتجاج به لأنه من جنس الحديث الضعيف.

وأنوي طبع هذا الكتاب قريباً جدا إن شاء الله تعالى، نسأل الله أن ييسر ذلك.

محمّد 08-09-03 06:15 PM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : StraightPath
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد وأفاد بك المسلمين
لدي سؤال
اذا قيل ان حديث ما ضعيف هل يعني هذا ان ليس له طريق صحيح؟ حسب فهمي هناك طريقتان عند علماء الحديث فقد يقصدون ان الطريق ضعيف ( لكن قد يكون له طرق أخرى صحيحة ) وقد يكون الحكم عام , أي على الحديث بعد دراسة كل طرقه
هل فهمي هذا خاطيء؟ و ان كان صحيحا فكيف نعرف ما يقصده المحدث اذا قال هذا ضعيف؟ هل هناك عبارات معينة نفهم منها انه حكم على طريق واحد أو حكم على الحديث بمجموع طرقه؟
جزاك الله خيرا كثيرا


هذا يظهر من سياق السؤال غالباً. أي إذا سُئِلَ الإمام عن حديث بإسناده، فضعفه، فغالبا يكون قصده هذا الإسناد بعينه، ولا يتجاوزه لأن السائل عادة ليس من العوام وإنما طالب حديث يسأل عن علة معينة في الإسناد. أما عندما يكون السؤال عن المتن فقط دون ذكر السند، فإذا ضعفه، فهذا يدل على أن كل طرقه ضعيفة.

هذا مع العلم أن تصحيح الأحاديث الضعيفة بمجموع الأسانيد كان قليلاً عند المتقدمين نسبياً.

AntiShea 08-11-03 06:03 PM

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : محمّد
أخي الحبيب

هذا السؤال يجب أن يُوجه للرافضة أنفسهم، فعلى المدعي البينة كما هو معلوم. والذي في تاريخ الطبري هو عن نصر بن مزاحم الرافضي. وأكثر هذه الكتب تأخذ منه. مثل الكامل لابن أثير (وقد تكرر ذكره مرتين) والسيرة الحلبية. وهناك كتب لغة لا تهتم بإثبات الروايات ولا بإسنادها وإنما تذكر الرواية من أجل الفائدة اللغوية أو تفسير الكلمة المجهولة. وقد ذكرها الكاتب الرافضي عدة مرات من باب تنويع المصادر مثل لسان العرب وتاج العروس. وبعض الكتب للمعتزلة ككتاب الحيوان. وبعضها للشيعة كتذكرة السبط والعقد الفريد والإمامة والسياسة وشرح ابن أبي الحديد وغيرها. أما طبقات ابن سعد فلم أجد الرواية فيه مع العلم أن غالب مادة ابن سعد من الواقدي المتروك. فهذا كله لا يعتد به. والحجة عندنا هو الإسناد الصحيح والذي لا يقدر الرافضة ابدا على الإتيان به.



جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب

محمّد 08-12-03 08:29 AM

الأخ الحبيب خالد وفقه الله

أرجو إلغاء تثبيبت الموضوع ريثما أعود من سفري إذ أني خلال هذه الفترة لن أكون قادراً على المشاركة في المنتديات.

والسلام عليكم ورحمة الله

خالد أهل السنة 08-12-03 12:58 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سمعاً وطاعة شيخنا الحبيب / محمد بن الأمين
حفظك الله في حلك وترحالك ونفعنا بعلومكم - آمين

السعدي 2 08-15-03 05:59 PM

نسأل الله ان يعيد الشيخ محمّد بالسلامة .


أخوكم السعدي 2 ...

محمّد 04-30-04 07:11 PM

اقتباس:
أضيف بواسطة محمّد


نعم أخي الكريم وقد أخرجه الإمام مسلم في صحيحه #2404 وقال عنه الترمذي حديث حسن صحيح غريب


وأخرج ابن حبان في صحيحه (15\432): أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم (دحيم، ثقة ثبت) حدثنا الوليد بن مسلم (ثقة ثبت) وعمر بن عبد الواحد (ثقة) قالا حدثنا الأوزاعي (ثقة ثبت) عن شداد أبي عمار (ثقة ثبت) عن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن علي في منزله، فقيل لي ذهب يأتي برسول الله . إذ جاء، فدخل رسول الله  ودخلت. فجلس رسول الله  على الفراش، وأجلس فاطمة عن يمينه وعلياً عن يساره وحسناً وحُسَيناً بين يديه، وقال: «{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}. اللهم هؤلاء أهلي». قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: «وأنا يا رسول الله، من أهلك؟». قال: «وأنت من أهلي». قال واثلة: «إنها لمن أرجى ما أرتجي». وهذا حديثٌ صحيحٌ على شرطَيّ البخاري ومسلم.

وهذا صريحٌ في أن الآية غير خاصة في عليٍّ وبنيه. بل هي عامة لمن اتبع النبي  بدليل دخول واثلة فيه. أي أن أهل البيت هم نفسهم آل محمد (أي أتباعه). وهذا لا يتعارض مع ما صحّ عن ابن عباس : {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال: «نزلت في نساء النبي  خاصة». فإن الآية نزلت في الأزواج خاصة، ولا مانع أن تشمل غيرهن كذلك.

أما الحديث الذي في صحيح مسلم فقد تكلموا على إسناده. والله أعلم.

محمّد 04-30-04 07:15 PM

اقتباس:
أضيف بواسطة الأعشى


السلام عليكم,

الأخ محمد- وفقه الله-,

ما حكم رواية العبادلة عن ابن لهيعة؟

هل يحسن الإسناد بروايتهم كما وجدنا الشيخ الألباني يفعل ذلك, أم ان الإسناد يبقى ضعيفا كما ذكر العلوان:

"وابن لهيعة ضعيف الحديث مطلقاً قاله البخاري ويحى بن معين وأبو حاتم وغيرهم وهذا المشهور عن أئمة السلف وأكابر المحدثين فلا يفرقون بين رواية العبادلةعن ابن لهيعة وبين رواية غيرهم وإن كانت رواية العبادلة عنه أعدل وأقوى من غيرها غير أن هذا لا يعني تصحيح مروياتهم فابن لهيعة سيء الحفظ في رواية العبادلة عنه وفي رواية غيرهم والكل ضعيف وأقوى هذا الضعيف ما رواه القدامى عنه والله أعلم"

أفيدونا جزاكم الله خيرا


ابن لهيعة سيء الحفظ فعلاً طوال عمره. وهو شيعي غالي كما أفاد ابن عدي في الكامل. لكن احترقت بعض كتبه في آخره عمره، فصار يتلقن، مما زاد كثيراً في ضعف أحاديثه.

لذلك حديثه على قسمين:
1- أحاديث رواها عنه العبادلة وقتيبة، فهذه يُعتبر بها، لكن لا يُحتجّ بها بمفردها
2- أحاديث رواها عنه غير هؤلاء، فهذه شديدة الضعف، لا يمكن أن تستعمل للتحسين بمجموع الطرق

مع أخذ العلم بأنه مدلس وبأنه شيعي

AntiShea 04-30-04 07:54 PM

شيخنا محمد هل سب الشعبه بن المغيرة عليا رضي الله عنهما كما صحح الألباني رحمه الله في صحيحه بارك الله فيكم

محمّد 05-01-04 08:35 PM

أخي الفاضل

هل تعني هذا الحديث؟


مسند أحمد (4|371): ثنا وكيع ثنا مسعر (ثبت) عن (الحجاج) أبي أيوب مولى لبنى ثعلبة (مجهول، كما قال الحسيني في الإكمال) عن قطبة بن مالك (رضي الله عنه) قال ثم سب أمير من الأمراء عليا رضي الله عنه فقام زيد بن أرقم فقال أما ان قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الموتى فلم تسب عليا وقد مات

وهو -لو صح- حجة على الشيعة، فهم أكثر الناس لعناً للأموات ولخيرة المؤمنين. بل لا أعلم في سائل الملل والديانات من يجعل في أصل دينه لعن أمهات المؤمنين وخيرة أصحاب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، إلا هذه الطائفة المارقة... لا اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا الهندوس ولا الخوارج ولا غيرهم، عنده من اللعن ما عند هؤلاء. وما دعاء صنمي قريش إلا غيض من فيض.

يا أمتي دينُ الروافضِ بدعةٌ *** بذرُ اليهودِ وعابدِ الصلبان
يا أمتي علمُ الروافضِ كذبةٌ ***قامت على التزويرِ والبهتانِ
يا أمتي خلقُ الروافضِ ضحكةٌ ***من سنِِِِِِِ خداعٍ حقيرِ الشان
أهلُ الغلوِ من الروافضِ كفّروا *** شيخان للإسلامِ هم تيجان
وكذلك الصحبُ الكرامُ مع النساء *** أزواجِ من قد جاءَ بالفرقانِ
جمعوا الغلوَ مع الجهالةِ مثلما *** فعلَ النصارى قبلَهم بزمانِ
وكذاك مكرٌ لليهودِ وخبثُهم ***قد بان هذا ظاهراً لِعَيان
عبدوا القبورَ مع الترابِ وإنما*** ذا فعلُ من لا يَرتجي لجِنان
لا عقلَ عندهموا ولا فهمٌ لهم*** كشياهِ ضانٍ في يدي رُعيان
إني عرفتُ ضغائناً بصدورِهم*** لعساكرِ التوحيدِ والقرآن
هم مركزٌ للكفرِ في أرضٍ لنا*** قامتْ على التوحيدِ للرحمن
يا ربِ طهِّـر أرضَنا من رجسِهم*** تطهير ماءٍ قد صَلى نيران
يا ربِ أنزِل لعنةً ترديهموا*** في النارِ أو في حفرةِ الجُبان
يا أهلَ ملتِنا فلا تَبقوا على*** صافِ المحبةِ مع بني الكفران
أبدوا العداوةَ إن أردتم جنةَ الـ*** فردوسِ من ربٍ عظيمِ الشان
رضيَ الإلهُ عن الصحابةِ كلِهم*** ذا قولُ أهلِ الدينِ والإيمان
ثم الصلاة على النبي المصطفى ***والآلِ والأزواجِ مجتمعان