الجرح المُفسَّر في علم الحديث

 

يقول العلماء أن الجرح إذا كان مفسَّرا فهو مُقدّم على التعديل، وهذا صحيح طالما أن الجارح والمُعدِّل من الأئمة المعتد بهم. والمقصود بالجرح المفسَّر هو تبيين سبب التضعيف إن كان في العدالة أو الحفظ. فمثلا كلمة "ضعيف" أو "ليس بالقوي"  أو "ليس بذاك"، هذا غير مفسر لأنك لا تعرف ما هو وجه الضعف. هل هو لبدعة مثلا؟ هل هو تضعيف نسبي مقارنة مع راو آخر؟ هل هو لخوارم المروؤة (كما كان يفعل شعبة)؟ أم هل بسبب ضعف حفظه للأحاديث؟ فمثلا: يزيد بن أبي مريم وثقه العلماء مثل ابن معين ودحيم وأبو حاتم وأحمد، لكن قال الدارقطني: ليس بذاك. فهذا تجريح غير مفسر، ولا يتضح منه ماذا أراد الدارقطني، وطالما أنه اجتمع مع توثيق معتبر، فالتوثيق يرجّح عليه.

أما الجرح المفسر فيمكن الاستفادة من أمثلة قالها الشيخ مقبل الوادعي:

متروك ، ضعيف جداً ، منكر الحديث ، كذاب ، أكذب الناس ، إليه المنتهى في الكذب. كل هذا جرح مفسر. "صدوق يهم" جرح مفسر، و"سيء الحفظ" جرح مفسر، و"منكر الحديث" جرح مفسر، و"مضطرب الحديث" كذلك جرح مفسر.

قال: والغالب أن باقي عباراتهم جرح مفسر مثل قول البخاري : "فيه نظر"، وكذلك "سكتوا عنه". قال: وذكرت قبل من العبارات التي فيها جرح مفسر : "له أوهام"، "يخطئ"، هذا يعتبر جرحاً مفسراً، لكنه إذا كان صدوق أو ثقة لا يرد، إلا إذا كان الحديث من أوهامه أو من أخطائه.