تدليس التسوية

 

منذ زمن طويل وأنا أحاول أن أجمع كل ما تيسر لي من أسماء المدلسين تدليس تسوية. وذلك لأن كتب الرجال نادراً ما تبين ذلك. ولذلك كثيرا ما تجد المحدثين في كتب التخريج يخطئون ويصححون لهؤلاء حديثا صرحوا فيه بالتحديث. مع أن التحديث لا ينبغي أن يتقصر في هذه الحالة على شيخ الراوي، بل ينبغي أن يكون متصلاً إلى الصحابي حتى نحكم عليه بالصحة.

فقد جمعت أسماء هؤلاء مستوعبا لهم إن شاء الله. ثم ذكرت حال الرجل إن كان ثقة أم ضعيف. وذكرت إن كان تدليسه يضر أم لا معتمداً على "طبقات المدلسين" لابن حجر. المرتبة الثانية لا يضر تدليسهم. المرتبة الثالثة يضر تدليسهم لكنه ليس بكثير. المرتبة الرابعة تدليسهم كثير عن الضعفاء.

وإليك الأسماء التي جمعتها حتى الآن. ومن كان عنده زيادة فليزدنا مشكورا:

الذين عرفوا بتدليس التسوية:

الثقات الذين ثبت عنهم التسوية:

1- الوليد بن مسلم (ثقة، المرتبة الرابعة).

2- بقية بن الوليد (ثقة في أهل الشام فقط، المرتبة الرابعة).

3- أصحاب بقية بن الوليد (1).

4- صفوان بن صالح (ثقة، في المرتبة الثالثة) (2).

الثقات الذين لم يثبت عنهم التسوية أو كان نادراً منهم:

5- هشيم بن بشير (ثقة إلا في الزهري، في المرتبة الثالثة) (3). وأستبعد عليه التسوية.

6- سليمان بن مهران الأعمش (ثقة، في المرتبة الثانية، والصواب في الرابعة). مدلس إلا في إبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان. ولا تدليس فيما يرويه عنه شعبة وحفص بن غياث.

7- سفيان الثوري (المرتبة الثانية) (4).

8- مالك بن أنس في حديث عكرمة، لكن لم يكن يقصد التسوية (5).

الضعاف:

9- محمد بن المُصفى (ضعيف، في المرتبة الثالثة) (6).

10- سنيد بن داود (ضعيف) (7).

11- المبارك بن فضالة (ضعيف، في المرتبة الثالثة) (8).

12- إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي (كذاب) (9).

13- سفيان بن محمد الفزاري المصيصي (كذاب).

14- جعفر بن مسافر (ضعيف، لم تثبت عليه التسوية) (10).

ولا أعلم غير هؤلاء وصفوا بالتسوية.

* الحواشي :

(1) كما في "المجروحين" لابن حبان (1\201) فقال: وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه فالتزق ذلك كله به ا هـ.

(2) وصفه بذلك أبو زرعة الدمشقي ، كما في "المجروحين" لابن حبان (1\94).

(3) "النكت" لابن حجر (2\621). وقد ذكر الإمام أحمد أمثلة كثيرة جداً على تدليس هشيم كما في العلل براوية عبد الله، وفي هذه الأمثلة أنواع من التدليس كان يفعلها هشيم، ومنها (723) لعله من تدليس التسوية.

(4) وصفهما (الأعمش والثوري) الخطيب كما في "الكفاية" (ص364). ونقل في (ص365) عن عثمان بن سعيد الدارمي أن الأعمش ربما فعل ذا. اهـ. قلت الأعمش ثبت لدينا أنه كثير التدليس عن الضعفاء بل عن الكذابين. فلا يصح أن يكون في المرتبة الثانية. إلا رواية حفص بن غياث الكوفي الحنفي عنه فإنه يميز بين تدليسه وتحديثه، وكذلك شعبة.

(5) ينظر "النكت" لابن حجر على ابن الصلاح (2\618).

(6) وصفه بذلك أبو زرعة الدمشقي ، كما في "المجروحين" لابن حبان (1\94).

(7) وصفه بذلك ابن رجب كما في "شرح العلل" (ص473).

(8) وصفه بذلك ابن حجر في "التقريب" (1\519).

(9) وصفه ابن حبان بذلك في "المجروحين" (1\116).

(10) قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2\107): فكأن جعفر كان يدلس تدليس التسوية. قلت: هذا غير ممكن لأن جعفر بن مسافر رواه بالتحديث بين كثير وبين جعفر بن برقان، كما في سنن ابن ماجة (1\463). فإذا تعمد ذلك يكون كذاباً، وإلا فإن "كثيراً" عنعنه، فرواه جعفر عنه بالتصريح لاعتقاده أن العنعنة والتحديث سواء.